فرغات ممتدة تدور حول راما، راما الفتاة التي تعرف أن الفراغ له قيمة،فإذا بها تقلب التلفاز ولم تجد مشهد يخرس التفكير ،ذهبت إلى مكتبة تنبش بين الكتب علها تجد قصة غرامية تسكن بها،وتحلق مع العشاق، وتبعد عن هذه الطقوس المملة، إلى وجرس الهاتف يرن لـ يقطع حبل قرأتها الحالمة، تجاهلت الهاتف، وأخذت تقطع شوط من الاسطر وهي مستمتعة، ومازال الهاتف يتصل بطريقة ملحة وإذا هي ترفع سماعة الهاتف في تضجر، وتقول : نعم من ..! وإذا بصوت رجل يتحدث بهدوء وبحروف مركزة المعذرة هل لي أن أتحدث مع الاستاذ …. و لحظتها أحست أنها وقعت في موقف شلها عن الحديث،ظلت صامدة، إلى أن تكسر الكلام من شفتيها، : اااا ع تذر سيدي اعتذر، قال لها والحديثه يملؤه الضحك: لما الاعتذار فأنا الطارق واعذريني يا صغيرتي إن كنت الطرق مزعج، لكن برب السماء لم أشهد بجمال هذا الصوت الحزين وهو مضطجر ، خامة صوتك نسيج من الجمال ، فكيف هي تقاسيم جسدك .. ملامحك إن جمعت الصوت والخيال والصورة، ابتسمي فالجمال دائم لا يستحق الضجر، يستحق الدلال،وإذ بها تقاطعه بصوت خاثر، :مهلاً يا سيدي الدنمارك دللت ابقارها، وهل الدلال هدية الجمال ..!
لا يعرف الدنمارك سوى ما تجنيه من ثروة جسدها لا يعرفوا أن أطول سورة في كتاب الرحمن سورة البقرة، أم الهندوس من شدة جمال عينها عبدتها!
يا صغيرتي الجمال لم يعرف إلا بالعيون فعودي في نظرية الجمال.
وظلت صامتة والصمت يدور يقول أنها متعجبة أم معجبة في فلسفت هذا الرجل
ونطقت بصوت عالي بالمناسبة من أنت .!
أنا من أنا ..! أأنتِ لا تسألين بل أسالي الحياة القاسية لما شيبت رأسي عن فراق من أحبهم
براءة أنثى
أحترم كل النساء لكن أنتِ سيدتهن، أعلم أن عمرك صغير،تزدادين رجاحة عقل كوالدتك تماماً
أنا ذاك الرجل الذي تعودينه إليه!
اغمريني بكثرة استفهامتك وتعجبك أنها تعيد نظرة شبابي
الصمت يدور بينهم مرة اخر.
وهي في حيرة شديدة قالت : مهلاً سيدي أنا لا أعود إلا لأمي .. أمي هي من ربتني
هي أمي وأبي.
الرجل: من أباح لك بقتل أبيك مهلاً صغيرتي لا تقتليه أبيك لا تقتليه.
الفتاة: حفظت الدرس من أمي جيداً أي رجل يغيب عن زوجته وأبنائه طول العمر لا يستحق الأبوة.
الرجل : الاعذار سباقة لكل المواقف، ولا ملامة على قضاء القدر،
الفتاة: لم تُخلق الاعذار لتقبل جميعها ، أبي أن كان حياً ترى ما صنعه به القدر،وأي نوع من الحديد صنع به قلبهُ،ويحرمني من نطق أبي أمام العالم،
كم كنت أتمنى وأنا صغيرة أن يلاعبني ويحتضني في شدة ضياع آمالي، وخذل الاصدقاء،كنت الطفلة الوحيدة في الصف التي لا تحدث عن أبيها،وأتوجع لعدم وجوده، ليته يسمعني، لأقدم له هذا الحرمان الذي فقدته في طفولتي،
وما شأنك يا سيدي هذا الوجع المكلل، أظن أني حملتك فوق ما حملتك الدنيا من أسى هل تشابك قصتي ،قل لي ما علتك!
الرجل: أنا المكمل لهذا الوجع، أميرتي أنا ذاك الرجل الذي تعودين إليه،
أنا من تضعين عليه كل الملامة وتعب الدنيا، وخيبه أملك،أستحي أن أفصح عن من يكون أنا !
أنا من جرادتيه عن أسمك،أنا ذاك الرجل الذي فقديه،وفقدي الأمان وحنان الأب،
من بادي الصدف أني أتعرف على ابنتي في سماعة الهاتف،
الفتاة: لا أصدق أبي يتحدث معي لا لا أصدق أبي مات ودف نفسه بالغياب
الرجل : أنا السيد رينتش وأظن أنك رينتش، راما أنت تحملين اسمي، لا تقتليني بهذه الكلمة أنت لست أبي،كم كنت أحمق حين تركت أميرتي راما وزوجتي،كنت أحمق حين أغوتني فتاة من الهوى ، كم كنت أحمق، ليت السنين تعود لأعيد ترتيب حسابات نفسي، أعيديني إليك، أتوسل إليك ، فأنا رجل ضائع، لا ينقصه سوى التبني، أرمي علي جميع همومك، فأنا نادم على ما مضى،
الفتاة : قبل أن أقفل الهاتف أود أن أختصر لك الطريق، سيدي أنت من أضعتنا ولا وجود لك بينا، سبق وقلت لك أنا لا أعود إلى لـ أمي بل أمي هي أبي وأمي
:
الرجل: مهلاً أميرتي تمنيت أن أجد الإعجاب منك ولكن أقول أنا كل أباً بفتاتهِ معجبُ
بقلم / norashanar@
الأستاذة / نورة
بين كل زواية واخرى أجد ابداعتكم
كل التوفيق لك