” ابشع امرأة في التاريخ” هو لقب حملته المكسيكية بأصول هندية جوليا باسترانا والتي عاشت في أوروبا خلال القرن التاسع عشر حياة مليئة بالقسوة والوحشية.
ولدت جوليا في العام 1834 وكانت تعاني من مرض نادر يدعى فرط الإشعار الخلقي Hypertrichosis فكان وجهها مغطى بالشعر الأسود كما كانت تعاني من بروز في الفك وفم وأنف كبيرين بالإضافة إلى أسنان غير منتظمة, وبسبب شكلها الغريب أطلق عليها في ذلك الوقت لقب المرأة القرد أو الغوريلا!
ظلت جوليا تعاني من تجاهل الناس لها وتجنبهم التام للاختلاط بها حتى قام تيودور لينت بشرائها من والدتها ثم أعلن زواجه منها لكي يقنعها بالمشاركة في السيرك الذي يملكه، وعلمها الرقص والموسيقى والغناء, فأصبحت تلعب شخصية “المسخ ذات اللحية”، وطافت بلدان العالم لتؤدي هذه الشخصية.
وخلال جولة في موسكو في العام 1860، أنجبت جوليا طفلا مع خصائص مشابهة لها, ولكن الطفل توفى بعد ثلاثة أيام فقط، وتوفيت والدته بعده بفترة وجيزة بسبب مضاعفات الولادة وهي في السادسة والعشرين من عمرها.
ولكن قصة جوليا بسترانا لم تنته عند هذا الحد حيث لم يتخل زوجها تيودور عن جولته فقام بالاستعانة بأحد الأطباء لتحنيط جثة زوجته وطفله حتى يتمكن من استكمال جولاته العالمية! وبعد فترة اختفت جثة جوليا باسترانا، ثم ظهر زوجها مجددًا بصحبة امرأة أخرى تعاني من نفس الخلل الجيني، لتشاركه جولاته بالسيرك, ولكنه أدخل في نهاية المطاف إلى المصح العقلي.
اختفت مومياء جوليا بسترانا عن أنظار العامة لفترة, ثم ظهرت في النرويج في العام 1921 وظلت معروضة هناك حتى نهاية السبعينيات عندما تلقت الحكومة النرويجية تهديدات متعددة إن لم تقم بسحبها من الجمهور. وسرقت المومياء لكنها استعيدت في وقت لاحق، وتم تخزينها في جامعة أوسلو في معهد الطب الشرعي.
في العام 2005 بدأت الفنانة المكسيكية لاورا آندرسون حملة من أجل إعادة جثمان جوليا باسترانا إلى بلادها وتضامن معهم المسئولون المكسيكيون. وقالت بارباتا لصحيفة نيويورك تايمز :”شعرت أن من حقها استعادة كرامتها، ومكانتها في التاريخ وأيضا في ذاكرة العالم.”
وفي العام 2013 تم أعادة جثمانها إلى موطنها الأصلي المكسيك لتدفن بصورة لائقة بعد أكثر من 150 عاما على وفاتها.
من الجدير بالذكر أن قصة حياتها تم تمثيلها في فيلم يدعى “The Ape Woman” .