مع وصول الطفل إلى سن معينة يحتاج الأهل إلى وضعه في غرفة منفصلة، حفاظا على الخصوصية وانطلاق رحلة تعود الطفل على القيام بأغلب شؤونه دون الاعتماد على مساعدة الآخرين. لكن المشكلة في هذا الأمر هو خوف بعض الأطفال من الظلام وشعورهم بالفزع بمجرد إطفاء النور والبقاء بمفردهم في غرف نومهم الخاصة. إن كنت سيدتي تبحثين عن بعض الحلول للتعامل مع هذه المشكلة، سنقدم لك أسباب خوف الطفل من الظلام وطريقة التعامل مع هذه المشكلة.
ماهي أسباب خوف الطفل من الظلام؟
- ظلام، وحوش وأشباح
عند بلوغ الطفل 18 شهر تتطور لديه القدرة على التحكم في الأشياء الموجودة في محيطه، بالإضافة إلى التعرف على شكل الأشياء وحجمها ولونها. أما الظلام والذي يشكل العدم، يفقد الطفل قدرته على معرفة ما يحيط به ومن هنا يبدأ في تصور الهواجس والأشياء المخيفة في مخيلته مثل وحوش تختبئ تحت السرير، أصوات مرعبة تنبأ باقتراب الأشباح التي تريد أن تنقض عليه.
وفي الأثناء، قد يتذكر الطفل أي شيء مخيف حدث له خلال النهار أو ذكرى مؤلمة عالقة في ذهنه.
- خيال شاسع يساوي منبع المخاوف
يحاول الأهل بكل الطرق تبديد مخاوف الطفل من خلال إقناعه بعدم وجود ما يخيف أثناء إطفاء الأنوار وأن الأشياء الموجودة في غرفته ستظل كما هي في مكانها، لكن خيال الطفل الشاسع في هذه المرحلة العمرية ويعيقه عن ذلك. كما أن ذهن الطفل لا يصدق غير الأشياء المادية والمحسوسة.
كل ما عليك فعله في هذه الحال هو تواجد الأم أو الأب بقربه وتهدئته من خلال عناقه، أو بتطبيق الحيل القديمة مثل طرد الوحش أو القضاء عليه كالأبطال الخارقين في الكارتون أو الاستعانة بأحد أبطال طفلك المفضلين لحمايته عند انطفاء الأضواء. كرري هذه الأساليب حتى يكتسب الطفل القليل من الشجاعة ويألف الأمر.
كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟
- القصص قبل النوم والمصابيح
بداية المرحلة، قومي بجعل الطفل يتقبل الظلام بشكل سلس وتدريجي، زودي غرفة نومه الخاصة بمصابيح ليلية خافتة ذات أشكال مرحة تنثر الضوء بشكل مريح لتبدد مخاوف وتشعره بالأمان.
احرصي على اعتماد الأساليب التقليدية مثل “الحكواتي”، اروي قصص شيقة عند موعد نوم الطفل كل ليلة حتى يستسلم للنوم بسهولة. يمكنك التناوب مع الأب على هذه المهمة حتى لا تشعري بالعبء وتتخلي عن قصة ما قبل النوم.
إذا لم تجدي الأساليب السابقة ولاحظت تواصل الخوف من الظلام لدى طفلك، استعيني بالرسم أو بتشكيل بالعجينة، اجعلي طفلك يحارب مخاوفه الليلية بهذه التقنيات.
- ساعدي طفلك على تجاوز مخاوفه بنفسه
اعلمي سيدتي أن مسألة خوف الطفل من الظلام من الأمور الطبيعية، لذلك لا تهولي الأمر أمام الطفل لتزيدي الأمر سوءا.
تجنبي ذكر الأمر على مسمع منه أو لومه من الخوف من الظلام حتى لا يشعر بأنه يعاني من خطب ما. اتركي الأمور تسير بطبيعتها حتى يعتاد طفلك على هذه المسألة.