يتساءل البعض هل هناك فرق بين البرد والأنفلونزا أم أنهما وجهان لعملة واحدة.. يؤكد الأطباء أنه في أدوار البرد وفي المراحل الأولى من العدوى لا يسهل التفريق بين البرد والأنفلونزا.
فالبرد يبدأ باحتقان في الحلق وتعب وآلام في العضلات وحمى، والشعور بالبرودة والرعشة، ثم يبدأ الأنف في الرشح بعد يومين أو ثلاثة وتصاحبها الكحة، وتستمر معظم أدوار البرد من 7- 10 أيام، وليس من الغريب أن تستمر الكحة في الحدوث بعدها بأسبوع أو عشرة أيام، وفي الأطفال تبدو الحالة شديدة وذات مضاعفات خاصة، وعند حدوث عدوى بالأذن أو بالصدر، كما قد يحدث للكبار التهاب في الجيوب الأنفية.
أما الأنفلونزا فإن أول أعراضها آلام العضلات مع الشعور بالآلام في الظهر وصداع وحرارة عالية مصحوبة برعشة شديدة، ويحدث احتقان الحلق والكحة بعد عدة أيام، وعلى النقيض من أدوار البرد لا يحدث الرشح، ويعتبر الشفاء من الأنفلونزا تدريجياً إلى حد ما حيث يستغرق من 5-7 أيام، ولكن التغلب التالي لأدوار الأنفلونزا قد يستمر لمدة تصل إلى عدة أسابيع، وقد تؤدي الأنفلونزا في حالات عارضة إلى عدوى خطيرة بالصدر.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعيه المصريه للحساسيه والمناعه وإستشارى طب الأطفال وزميل معهد الطفولة، أن نزلات البرد هى أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، ومن أسباب انتشار نزلات البرد التلامس اليدوي من الشخص المصاب إلى السليم أو تعرضه للسعال والعطس، مشيراً إلى أن الرذاذ ينتشر في الهواء بسرعة 300 متر في الساعة لحوالي 3 أمتار ويحتوي على ما يتراوح بين 40 و50 ألف قطيرة.
وأوضح أن هناك أكثر من مائتي فيروس يتسبب في أعراض البرد ويكون الجسم الطبيعي قادر على مقاومتها والتغلب عليها، موضحاً أن المضادات الحيوية التي يكثر من تناولها البعض في الشتاء مهمتها القضاء على البكتيريا وليست الفيروسات والإكثار من تناولها يقضي على أنواع البكتريا النافعة إلى جانب الضارة والأنواع النافعة تساعد على مقاومة الحساسية وزيادة المناعة.
الثوم والعسل.. غذاء ضد البرد
هناك أطعمة ضرورية ومهمة يجب أن نتناولها بشكل يومي وبكميات معينة، لتجعل جهاز المناعة في أجسامنا حصناً منيعاً ضد الأمراض الفيروسية والمعدية مثل الأنفلونزا والزكام،
فالثوم يعتبر منشط للجهاز المناعي ويكافح فيروسات البرد، بالإضافة إلى فوائد الخضروات الطازجه والفواكه، لأنها خط الدفاع الأمامي للجهاز التنفسي الذي يعتبر مسرح العمليات الخاص بالبرد والأنفلونزا.
أن الثوم الطازج يحتوى على مادة “الأليسين” التي تعمل كمضاد حيوي طبيعي, إضافة لكونه مضاد للفطريات, مضاد للفيروسات, طارد للبلغم, ومانع للتجلط ويقي من السرطانات.
بتناول الثوم الطازج أو المحفوظ في الثلاجة عند درجة حرارة 6 مئوية، وللإستفاده بالثوم كمضاد للميكروبات يحتاج البالغ إلى حوالي 200مجم أليسين, أى مايعادل عشرة فصوص كبيرة من الثوم يومياً, حيث أن الفص يحتوى من 5 إلى 20مجم.
كما ينصح بتناول فيتامين “د” لرفع المناعة المخاطية، كما أنه يفيد مرضى الحساسية الصدرية، كما ينصح بتناول فيتامين “سي” لأنه يقي من البرد ومضاعفاته, حيث تبين حديثاً أن الذين يعانون من نقص فيتامين “سي” تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12%، ومن مصادره، الجوافة, الكيوي, البروكلي, الفلفل الرومي, البرتقال, الليمون, اليوسفي.
أما العسل فهو مصدر هام للطاقه (خاصةً مع فقد الشهية مع البرد)، كما أنه يقلل من الإحساس بالتعب. ويساعد العسل في علاج احتقان الحلق والحنجرة وإخراج البلغم، فالأصحاء الذين يتمتعون بمناعة جيدة يتخلصون بسرعة من فيروسات البرد.
القرفة والكيوي للسعال المزمن
أكد باحثون أن نبتة القرفة تفيد في حالات الرشح والنزلات والسعال المزمن وهى تنشط التنفس وتحسن أداء الرئتين.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النبتة تقوم بطرد الغازات من المعدة والأمعاء، كما أنها منبه للأعصاب فتعمل على تنشيط إفراز العصارات الهاضمة فى المعدة لذا توصف في حالات ضعف الشهية وسوء الهضم، مؤكدين أن القرفة منشطة للدورة الدموية تنبه القلب وتقويه وتمنع الخفقان وتحسن الذاكرة وتنشط الذهن وتجلو البصر.
ويفيد مشروب القرفة لتسكين آلام الكلية وعسر البول، كما تعتبر القرفة مقوية للكبد وهى تفيد فى بعض حالات الإسهال بسبب وجود مادة “التانين” القابضة، لذا يجب أن يكون مشروبها مخففاً حتى لا يؤثر “التانين” على أغشية الجهاز الهضمي، كما يفيد في بعض حالات القيء الناتجة عن حالة عصبية.
وأوضح المختصون أن القرفة مفيدة لمريض السكرى لأنها تساعد الجسم على التعامل مع المواد السكرية بشكل أكثر فاعلية، كما تساعد على إعادة تفعيل الخلايا التى توقفت عن الاستجابة لهرمون الأنسولين، لذا يمكن لمريض السكرى، إضافة القرفة لغذائه اليومي بكمية معتدلة حتى لا يؤدى استعمالها إلى نتيجة عكسية.
كما أفاد باحثون بأن فاكهة الكيوي تحتوي على فيتامين “سي” ومجموعة من الأملاح المعدنية التي ينصح بتناولها لمساعدة الجسم على مقاومة التهابات الأنسجة والتخلص من حالات الرشح الشديدة، كما أنها تزيد من قدرة الجسم الذاتية على الدفاع البيولوجي الطبيعي ومقاومة اضطرابات الدورة الدموية وتنشيط خلايا الأنسجة العصبية.
ويؤكد خبراء التغذية أن هذه الفاكهة بإمكانها تغطية حاجة الجسم اليومية من هذا الفيتامين، ويعتبر الكيوي من الفاكهة التي تؤمن وحدات حرارية قليلة للجسم، فالثمرة الواحدة تعطي الجسم حوالي 20 سعرة حرارية، نظراً لأنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف، ولهذا فهي مفيدة جداً للنظم الغذائية الخاصة بعمليات إنقاص الوزن لأنها تساعد المعدة على الشعور بالشبع والامتلاء.
وينصح خبراء التغذية المرضى في دور النقاهة ومرضى فقر الدم والذين يعانون من نقص في الشمعية بتناول هذه الثمرة لأنها تحتوي على إنزيم “اشينيدين” يتحلل في البروتينات، ويوصف الكيوي لعلاج السمنة والتهابات الأنسجة والتقلصات العضلية والضعف العام والارهاق، فهذه الفاكهة مساعدة لعملية العضم وملينة للأمعاء، وتساعد على تطهير وتخفيض معدل الكوليسترول في الدم.