هل تحبين التسوق؟ قد تعتمد إجابتك على عدة عوامل وقد يقال نعم لأنك امرأة ستحبين التسوق، ولكننا جميعا نعلم أنه قد لا يكون حقيقي فبعض النساء لا يحبذن التسوق ولسن مهووسات به، ولكن هناك دليل على أن هذه ليست خرافة وأن عشق النساء للتسوق مبرر، فقد تم عمل بحث على ٢٠٠٠ شخص في بريطانيا وقد وجد أن الرجال يصابون بالملل بعد التسوق لمدة ٢٦ دقيقة، بعكس المرأة التي قد تستغرق ساعتين كاملة، وقد وجد في هذه الإحصائية أن ٨٠٪ من الرجال لا يفضلون التسوق مع زوجاتهم، و٤٥٪ يتجنبون ذلك مهما كلف الأمر!
كما تنتهي معظم جولات التسوق بالجدال لأن الرجال يصبحون منزعجين ويفضلون شراء ما يحتاجونه مباشرة بينما النساء عكس ذلك.
وهنا سنعرض ما يبرر ويدعم هذه التعميمات حيث أنها مجرد نتيجة للتكيف الاجتماعي، ولقد كان هذا ضمن كتاب “نظرية الحيوانات الأليفة”، والذي اعتمد على البحث في التاريخ البشري المبكر والأنثروبولوجيا.
الصيد
لمئات آلاف السنين حتى سنة ٨٠٠٠ قبل الميلاد كان جميع الناس يعيشون ويقتاتون على ما يصطادونه من الحيوانات وكانت هذه مهمة الرجال، وكانت مهمة النساء هي جمع الخضروات والفواكه والثمار، وعند دراسة الحياة البدائية وجد أن المرأة كانت توفر من ٨٠ الى٩٠٪ من الغذاء وهذا يعني البحث المكثف لجمع هذه الكمية، لأن الغذاء معظمه نباتي ويحوي من ١٠الى ٢٠٪ من اللحوم فقط.
الغرائز القديمة
ابتداءً من منطقة الشرق الأوسط، بدأت المجتمعات البشرية بالتوجه الى الزراعة نحو 8000 قبل الميلاد، وببطء على مدى آلاف السنين التالية، أصبحت هذه الممارسة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا ولكن بعد الكثير من مئات الآلاف من سنوات من العيش بهذه الطريقة، فإنه ليس من المستغرب أن الصيد وجمع الثمار لا تزال فطرية بالنسبة لنا، وهذا يعيدنا للتسوق لأن هذه الغرائز قد تظهر نفسها في عادات التسوق لدينا فعندما تتسوق معظم النساء فهذا بالنسبة لها كالتصفح من شجرة الى شجرة تبحث عن ثمرة ناضجة ومغذية، انهم يقضون الكثير من الوقت في قراءة والبحث عن المواد الغذائية، والتحقق من جودة وصلاحية الأكل أو المنتجات، وفي نهاية الرحلة تعود الى منزلها مع مجموعة متنوعة واسعة من المواد الغذائية (أو أكياس التسوق).
ولنفس الأسباب نجد الرجال مختلفين، فعادات التسوق لـ الرجال قد تكون ذات صلة بتراث الصيد وهذا ما قد يفسر تركيز الرجال الأحادي، فمن عصور ما قبل التاريخ، كان دائما لديهم هدف واحد وهو قتل حيوان والعودة به الى مكانهم، فلا يريدون تضييع الوقت، بالبحث عن خيارات مختلفة لأن اللحم لابد أن يؤكل في اوانه فاستغراق فترة طويلة قد يجعله يفسد.
ونعم سنكرر ونوضح أن هذا التعميم ليس بالضرورة أن ينطبق على جميع النساء والرجال ولكننا فقط نحاول تفسير وربط التسوق الحديث بالبحث والصيد في الماضي، وهناك عدد من الباحثين في الانثروبيولجي وجدوا تشابه بين عادات التسوق الحديثة للرجل والمرأة والصيد في الماضي، وقد وجد أن المرأة تحصل على درجة سلوك ومهارات عالية بالتجميع رغم أن البيئة والعناصر قد اختلفت فمازالت تقضي المرأة الوقت بالبحث والتسوق بينما يركز الرجل على صيد فيتوجه لشراء ما يحتاجه مباشرة.
وسواءً كنت تحبين أو لا تحبين التسوق فإنك الآن قد حصلتي على عذر بإنك ورثتي هذه الغريزة من الماضي، رغم أن هذا قد يكون سلبيًا لأنك قد تتوجهين لشراء مالا تحتاجينه، ومعرفة الأسباب خلف سلوكياتنا ستجعلنا أكثر سيطرة على الأمر وربما نصبح أكثر تركيزا حول ما نرغب بشراءخ وما يناسب احتياجاتنا.