تنجذب الفتيات فطريا لمواضيع الموضة والجمال والعناية بالشكل، وقد كانت قبل أعوام تسير خلف معايير جمالية بنسب معينة، كما كانت تتبع الموضات الدارجة بالمجلات أو التلفاز، ولكنها كانت تتخطى ذلك بنسيان المجلة أو عند الاجتماع مع قريناتها والاستمتاع بالحياة، لكن يبدو أن ذلك الجيل قد تغير كثيرا فقد أصبح البحث والسعي للكمال هدف الفتيات المراهقات في السنوات الأخيرة.
استنادًا الى ما جاء في دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعية على صورة الطفل عن شكله، فقد وجد أن المراهقات اللاتي يتفاعلن بشكل أكبر عبر الشبكات الاجتماعية يقلقن ويفكرن كثيرا برأي الناس عنهن ومدى مثالية أجسامهن، وقد ازادادت نسبة انعدام الرضى عن الشكل في الولايات المتحدة فقد وجد أن 80 بالمئة من الفتيات في سن العاشرة يتبعون الحمية، وذلك لأن كل المواقع ووسائل التواصل الاجتماعية تعزز الفكرة السلبية فتجد الفتيات في اليوتيوب يسألن الجماهير ما إذا كانوا يعتقدون أنهم جميلات أو قبيحات،كما يقيمن بعضهن البعض على الأنستقرام، ويقمن بالتعديل على صورهن حتى يبدون بشكل أفضل.
قد تتساءلين عن السبب الذي يجعل المراهقات الأكثر تأثرا بموضوع الصورة المثالية، ولكن هذا يحدث لأن مرحلة المراهقة مرحلة حساسة يُكون فيها الشخص صورته عن ذاته ونفسه كما يُكون ويبني العلاقات والصداقات ونجد أن الانترنت يعزز هذه المخاوف ويركز عليها، فلا ينتبه مستخدميه لمدى تأثير الإنتقادات والأحكام التي يطلقونها على المراهقين وثقتهم بأنفسهم.
الصور المثالية للشكل واتباع معايير معينة لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنها أمر معقد حدث بسبب عدة عوامل قد تشمل الأهل والأصدقاء والمحتوى الاجتماعي، ولكننا نعلم بأن رسائل الإعلام تلعب دورا قويا في تكوين وتشكيل ووضع المعايير بين الجنسين والرضا عن الجسم أو الشكل.
بالنظر الى الشباب اليوم، لم يعودوا فقط مستهلكين سلبيين، ولكنهم يصنعون ويقومون بنشر رسائل اعلامية عن مظهر الفتية أو الفتيات، وبالطبع هناك طرق لإصلاح الأمر ولكنهم بحاجة الى التوجيه لكيفية استخدامهم للشبكات الاجتماعية، فـالاباء في موضع مهم وفريد لمساعدة أطفالهم لتخطي واستبدال الرسائل السلبية وتشجيعهم لاستخدام وسائل التواصل بشكل إيجابي وفعال ومسؤول، وهذا كله سيساعدهم بتعلم رفع قيمتهم كأشخاص دون التركيز على الشكل الجميل فقط.