تقدر تتخيل رمضان من غير فانوس؟؟
أحد أبرز معالم الشهر الفضيل وليس لك أن تتخيل رمضان بدون الفانوس، الذي اعتاد على شرائه الصغير والكبير على حد سواء، ابتهاجاً بقدوم الشهر الكريم، وقد تعددت ألوانه وتنوعت تصاميمه حتى باتت فنًا من الفنون، يتقنه الصناع المهرة ويبدعون بهذه الصناعة التي أصبحت حرفة فنية لها كيانها ووجودها وصناعها.
وتعددت أنواع إضاءة الفانوس تبعاً لكل مرحلة وتبعاً لما يتوفر في كل وقت، فكما كان يضاء بالزيت في بدايته ثم الشمع حتى وصل إلى العصر الحديث وأصبح يضاء بالبطاريات أو بالكهرباء، كما تنوعت أحجامه من الصغير الذي يحمله الأطفال إلى الكبير الذي يستخدم كديكور بالمنازل والمحلات الكبرى، واستخدمت فيه الألوان والخرز وغيرها حيث لم يقتصر في صناعته على مادة معينة ، بل تم صنعه من الخشب أو الورق أو الامنيوم أو غيرها دون التقيد بلون أو تصميم أو مادة.
ويبقى فانوس رمضان هو أكثر التقاليد المحببة للصغار والكبار لما يدخله من بهجة وفرح على قلوب الصائمين.
فما هو أصل الحكاية ومن أين بدأت قصة ” فانوس رمضان”؟؟
يعود أصل الكلمة “فانوس”إلى اللغة الاغريقية التي تعني ” وسيلة الاضاءة” ، وقد كان الفانوس في بداية الإسلام يستخدم للإنارة يهتدي به المسلمين عند ذهابهم إلى المساجد في الليل، وفي يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادماً من الغرب، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، استقبله المصريون رجالا ونساء وأطفالا يحملون الفوانيس الملونة والمشاعل على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب به عند وصوله ليلاً، و بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان، فأصبحت عادة يلتزم بها الناس كل سنة،وتحول الفانوس من مجرد وسيلة للإضاءة إلى تقليداً محبباً اقترن بشهر رمضان الكريم.
ورغم أن أول ظهور للفانوس كان بمصر إلا أنه قد انتقل إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي وليس العربي فقط، وقد بدأت صناعة الفوانيس منذ العصر الفاطمي تتخذ مساراً حرفياً وإبداعياً في الوقت ذاته، فظهرت طائفة من الحرفيين في صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها، ولم يتشكل الفانوس في صورته الحالية إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبح يستخدم الي جانب لعب الأطفال في تزيين واضاءة الشوارع ليلاً، كما كانت وظيفته الأصلية خلال شهر رمضان، رغم وجود وسائل الاضاءة الحديثة، إلا أن لاستخدامه طابعاً مميزاً اعتاد عليه الناس.
وارتبطت صناعة الفانوس في القاهرة الفاطمية بأحياء الدرب الأحمر وبركة الفيل، حيث اشتهر من الحرفيين في صناعة الفوانيس ب’السمكري البلدي’، ويبدأ الحرفيون في العمل بعد انتهاء عيد الفطر مباشرة حيث يكون العمل تحضيرياً فقط، ويصل إلي ذروته قبل حلول شهر رمضان ببضعة أشهر.