نحن كآباء نريد أن نحمي أطفالنا من كل شيء سيء أو قد يؤذيهم في العالم ، ولكنه من المستحيل هذا فمع الوقت
صغارنا سيكون لهم نصيب من الصدمات والعقبات و الخذلان ، ومع أ، هذه المشاعر التي سيمرون فيها تُعتبر مؤلمة بالنسبة لنا كثيراً
أكثر حتى مما تؤلمهم إلا أنها ضرورية في نموهم العاطفي وطريقة بنائهم للثقة بالناس وحدود توقعاتهم من الآخرين.
يقول الدكتور سام جولدستينSam Goldstein, Ph.D ( لماذا لا يمكننا أن نبني بيئة آمنه عاطفياً -شرنقة- لأطفالنا إلى حين يكبروا ويكونون مستعدين للخروج للعالم الخارجي؟) وهو طبيب نفسي متخصص بالأطفال ومشارك في كتابة كتاب ( Raising Resilient Children)
ويقول رداً على التساؤل الذي طرحة ( لأنك يجب أن تمر بالمشاعر الإيجابية الجيدة والسلبية السيئة على حد سواء حتى تنمي وتطور إحساس الذات ،و تنمي الثقة في نفسك ،ليكون لديك أشياء تعلم أنك جيداً فيها وتستمر فيها وتعلم أنك من المستحيل أن لا تواجه سوى النجاح)
وبالطبع هذا لا يعني أنك لا يجب عليك حماية طفلك خصوصاً إذا كان طفلك لا يزال صغيراً فهذه البيئة الصناعية الآمنه التي نخلقها تحمي أطفالنا
الصغار من التجارب الخطره ولكن بين عمر 5 و 8 سنوات أغلب الأطفال يكونون على إستعداد لمواجهة تحديات جديدة والتعامل معها ويجب أن نتيح
لهم هذه الفرصة وهي أن يجربوا أشياء غير مضمونة النجاح ،وفيها إحتمال الفشل وارد .
مزاج طفلك يلعب دوراً مهماً في كيف يتعامل مع خيبات الأمل ، ولكن هنالك طرق تساعدك على تحسين تعاطيهم للمواقف المخيبة للأمل
إقرأ معي الحالات الخمسة النموذجية التي غالباً سيمر بها طفلك في عمر المدرسة و طرق عرضك لمساعدته .
الحياة قد تكون سيئة في مواقف معينة
أحياناً يبدو وأن الحياة تسير عكس ما يريد طفلك ، كأن تذهبون لشراء شئ معين يريده طفلك وتجدة منتهي من الأسواق ، أو أن تنظم
حفلة لطفلك في الحديقة ولكن الجو يتحول لأسوأ جو للخروج من المنزل كأن تمطر أو يثور غبار كثيف ،أو إن كان طفلك من متابعين الكورة
أن يخسر فريقة المفضل مباراة مهمة وهذا مؤلم جداً .
وعلى سبيل المثال طفلك ذو ال 8 أعوام يشجع فريق معين وخسر فريقة في المباراة النهائية هنا عليك أن تعطي لطفلك نظرة إيجابية
لمفهوم لخسارة وهو أن تقول له أن هذه الخسارة ستجعل فريقك أقوى في الموسم القادم وسيتعلم الفريق من الأخطاء التي ارتكبها ويكون أقوى وأكثر جاهزية وما هنالك من الأمور الإيجابية التي قد نستخلصها من الخسارة .
ومن المهم جداً أن يشير الأباء إلى أن هنالك دائماً ما نتعلمه من الأخطاء والفشل والمحاولات الفاشلة .
شخص مهم يخذل طفلك
حين تكون لأبنتك صديقة مفضلة ولكن هذه الصديقة تدعو فتاة أخرى في الصف إلى حفلتها وتنسى دعوة إبنتك ، أو أن يكون إبنك متحمس
لوعد عمه له بأن يأخذه لحديقة الحيوان ولكن لا يفي العم بهذا الوعد ، هنا بالطبع إبنك سيشعر بالأستياء ، وبقدر ما أنهذا الموقف صعب ولكن
دع إبنك يشعر بالألم لا تستعجل في محاولة إرضاءة أو تعويضة عما حصل فعوضاً عن أن نقول (أنتِ فتاة طيبة وحبوبة وستجدين صديقات أخريات أو أفضل ) من المفترض قول : ( يؤلمني هذا و إني أرى حقاً كم أن هذا يؤلمك وكم أنه يُشعرك بالسوء )
في الحقيقة توعية طفلك لمشاعره ومساعدتك له بالإعتراف بما يشعر يُساعد على فتح محادثة مع طفلك عن الحادثة وعن الحل الممكن والأفضل
إسأله : ( مالذي تريد فعله بهذا الإحساس؟ ) إن كانت طفلتك مثلاً متأثرة بعمق وقالت أنها لا تريد دعوة صديقتها بالمقابل في المرة القادمه
إتبعي قولها هذا بسؤال مفتوح كقول هل هذا فعلاً ما تريدين فعله؟
بهذا السؤال تجعلين المجال لها مفتوحاً في حال غيرت رأيها بعد فترة و ساعديها في الإنتقال من موقفها بسؤالها مالذي تريد قوله لصديقتها حين تدعوها .
لم يحاول بما فيه الكفاية وهذا واضح !
الأطفال يجب أن يفهموا أن عليهم دائماً بذل أفضل ما لديهم ، ولكنهم أحياناً يتوقعون أن يحصلوا على نتائج إيجابية بدون بذل جهد يُذكر
سواء كانت بحصول أخطاء سخيفة في واجباتهم المنزليه بسبب الإستعجال في حلها ، أو أن يستهتروا في تفريش أسنانهم وهذا تظهر نتائجة عند طبيب الأسنان ، فالأطفال أحياناً لا ينظفوا أسنانهم جيداً.
دعهم …أعط طفلك الفرصة ليتعلم من الخطأ أعطه الفرصة ليخطئ ويتعلم من خطأه ، فغالباً تصرفنا يكون على النحو التالي
بأن نقول (دعني أساعدك لأني أعرف طريقة أفضل لتفريش أسنانك بدل أن تتعب نفسك بالمحاولة ) طبعاً أنت تقوم بذلك لطفلك بحسن نية
ولكن البحوث أثبتت أن هذه الطريقة لا تجدي نفعاً مع الأطفال وكذلك في المقابل محاولة إجبار طفلك على القيام بالشئ على وجه الكمال لا يجدي نفعاً
لأن كلا الطريقتين تحرمه فرصة التعلم من أخطاءة وإكتشاف طريقة التعامل مع التحديات والشدائد.
لذلك الدكتور جولدستين Dr. Goldstein ينصح بإعطاءك لطفلك حريتة ليحظى بتجاربة ، فإسمح له لينظف أسنانه بطريقته
وأن يحل واجباته بدون إتقان ،ودعه يجرب العواقب الحقيقية في العالم الحقيقي – بالطبع ضع خطة إحتياطية عند الحاجة – على سبيل المثال
أن تقدم موعد فحص الأسنان لتتأكد من عدم تكون تسوس في أسنان طفلك .
طفلك يبذل أقصى جهده ولكنه لا يزال يفشل .
قد يبذل طفلك أقصى جهده ليصل لشيء محدد ولا يصل له رغم أنه قام بكل ما يتتطلب الأمر مثل أن يكون الطالب المميز لهذا الأسبوع في الصف
ولكن طالب آخر يفوز باللقب . هنا قد يصاب طفلك بخيبة أمل كبيرة لذلك الحل هو أن تشرحي لطفلك كيف أنه ليس الوحيد الذي بذل جهده ليصل
لهذا اللقب و أنه بدل أن يحزن على نفسه ويتضايق فإنه من الأفضل أن يسعد لنجاح زمليه وفوزه باللقب لأنه لو كان هو الذي فاز لرغب أن يفرح زملائه لفوزه
مساعدة طفلك على جعله يسعد بفوز الأخرين بدل أن يشعر بالأسى على نفسه يجعله يتعامل مع خيبة أمله بطريقة إيجابية
وكما أن وضعك لخطة بديلة مع طفلك مقدماً بسؤالك له (ما هي خطتك البديلة في حال لم تفز؟) لنرى إذا كان لدينا خطط بديلة
لأني أرى أن قيامك بذلك فكرة حسنة.
طفلك يشعر بخيبة الأمل في نفسه
حتى بالنسبة لنا كبالغين فأنه من الصعب علينا حين نتحدى أنفسنا ونفشل ! ولكن تفويت خطوة من رقصة تدرب عليها في المدرسة أو خسر في لعبة مع أصدقائة فإن هذه المواقف قد تكون محطمة لثقة طفلك في نفسة لذلك حين تكون أنت البالغ قاسي مع نفسك في حياتك حين تحرق طبخه مثلاً أو تفوت الوقت النهائي لعملك فأنت ترسل رسائل غير مباشرة لطفلك أن أرتكاب الأخطاء ليس مسموح وغير مقبول تماماً
في المقابل أظهر لأطفالك كيف تسامح نفسك في حين تخطئ وتتعلم من خطأك وتكمل طريقك ،أيضاً حفز فيهم أن ارتكاب الأخطاء شئ طبيعي
وهو جزء مهم من عملية التعلّم، فالأطفال الذي لديهم تقدير لذاتهم هم أكثر قدرة على التعلم من تجاربهم ويرون ان الأخطاء هي فرصة للتعلم
وفرصة للتخطيط للقيام بهذا العمل بطريقة جديدة في المرة القادمة.