د. محمد رامز
استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة
اعداد وتقديم : تركية الخطيب
ما هي الأذن الوسطى ؟
الجواب : الأذن الوسطى عبارة عن تجويف هوائي داخل العظم الصدغي للجمجمة ، ويحتوي هذا التجويف على عظيمات السمع الثلاثة التي تقوم بتضخيم الموجات الصوتية الهوائية وتحويلها لطاقة حركية تقوم بدورها بدفع السوائل في الأذن الداخلية لتوليد طاقة كهربائية تصل إلى المخ عن طريق العصب السمعي ويترجم المخ هذه الطاقة على أنها أصوات. ويجب أن تحتوي الأذن على هواء ضمن ضغط ثابت حتى تتحرك الطبلة والعظيمات بسهولة وتتمكن من أداء عملها.
ماذا يعني إلتهاب الأذن الوسطى علمياً وأنواعه ؟
الجواب : التهاب الأذن الوسطى يسبب فقداً سمعياً شديداً إذا لم يعالج على الفور ، وهناك ثلاثة أنواع من هذا الالتهاب هي الحاد والمزمن والمُصلي .فالحاد يحدث نتيجة انتشار العدوى من الأنف أو الحلق ، حيث يتجمع الصديد في الأذن الوسطى محدثاً ألماً شديداً وفقداً محدوداً للسمع ويمكن معالجة أغلب تلك الحالات بالمضادات الحيوية.
أما التهاب الأذن الوسطى المزمن فهو التهاب يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن وخروج متواتر للصديد من الأذن الوسطى وتلف العظيمات السمعية تدريجياً، وفي بعض الحالات ينمو جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكوناً جيباً صغيراً يسمى الكيسة وإذا ما استمر هذا الجيب في النمو، قد تتلف أجزاء من الأذن الداخلية.
في حين أن التهاب الأذن الوسطى المصْلى يحدث نتيجة انسداد قناة إستاخيو، وتتعدد أسباب هذا الإنسداد كحدوث التهابات لجهاز التنفس أو الغدد أو بسبب الحساسية أو وجود بعض العيوب الخلقية بالأذن .
ما أسباب التهاب الأذن الوسطى ؟
الجواب : تجمع السوائل وعدم قدرتها على الخروج من الأنبوب الذي يتصل بالبلعوم خلف الأنف وهو ما يسبب التهاب الأذن وفقدان السمع التدريجي عند تأخر التشخيص والعلاج .
هل يعتبر مرضاً أم عارضاً لمرض ؟
الجواب : قد يحدث نقص السمع الحسي نتيجة لعدة أسباب كالتسمم الدوائي حيث أن التعرض لبعض المواد السامة أو الكيماوية أو استخدام المضادات بشكل خاطىء قد يحدث نقص بالسمع خاصة لدى الجنين في المراحل المبكرة من الحمل.
هل تتساوى فرص حدوثه عند النساء والرجال ؟ الأطفال والبالغين ؟
الجواب : التهاب الأذن الوسطى يصيب الأطفال بكثرة ونسبة الإصابة به بين الرجال والنساء متقاربة، وقد يسبب فقداً سمعياً شديداً إذا لم يتم استشارة الطبيب على الفور لاتخاذ خطوات سريعة نحو العلاج.
ما هي أعراضه ؟
الجواب : ارتفاع في درجة الحرارة ،آلآم بالأذن ، خروج إفرازات بيضاء أو صفراء من الأذن ، ويلاحظ عند الرضع البكاء الشديد أثناء عملية الرضاعة نتيجة تغير في الضغط بداخل الأذن ، كما أن فقدان السمع هو أهم المضاعفات التي يجب الإنتباه إليها .
غالباً ما أحس بضغط شديد في الأذن وعند التشخيص يتبين بأنه بسبب التهاب الأذن الوسطى ، ما مسببات هذا الضغط ؟
الجواب : الأذن دائماً ما تحتوي على هواء ضمن ضغط ثابت حتى تتحرك الطبلة والعظيمات بسهولة وتتمكن من أداء عملها. ويقوم بتعديل الضغط بشكل دائم أنبوب يتصل بتجويف الأنف الخلفي. وتتصل عضلات البلعوم وسقف الحلق بفتحة هذا الأنبوب وبالتالي فإن هذا الأنبوب ينفتح ويضخ الهواء إلى جوف الأذن في كل مرة نقوم بها بالبلع .وعند الإصابة تتجمع السوائل الرشحية في تجويف الأذن مما يسبب الاتهاب.
هل يؤثر على السمع ؟
الجواب : التهاب الأذن الوسطى في بعض الحالات قد يسبب فقداً سمعياً شديداً إذا لم يعالج فوراً وبالتالي فإن التشخيص المبكر ضروري لتفادي الإصابة بمضاعفات المرض .
هل يتأثر مرضى الضغط بالالتهاب أكثر من غيرهم ؟
الجواب : نعم
هل يسبب إهماله ثقباً في الطبلة ؟
الجواب : في حال تأخر العلاج قد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن وخروج متواتر للصديد من الأذن الوسطى، وقد يستمر خروج الصديد من الأذن في الحالات الشديدة وتتلف العظيمات السمعية تدريجياً، كذلك ينمو جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكوناً جيباً صغيراً يسمى الكيسة. وإذا ما استمر هذا الجيب في النمو، فقد تتلف أجزاء من الأذن الداخلية والعصب الوجهي والدماغ .
غالبا ما يرتبط التهاب الأذن الوسطى بالأنفلونزا، هل لذلك علاقة ؟
الجواب : التهاب الأذن الوسطى المصْلى يحدث في بعض الحالات نتيجة التهاب جهاز التنفس أو التهاب الغدد أو بسبب الحساسية أو وجود بعض العيوب الخلقية ، حيث تتراكم مادة سائلة في الأذن الوسطى تعوق مرور الاهتزازات عبر الطبلة وعظيمات السمع .
كيف يتم الكشف عنه وفحصه ؟
الجواب : عند استقبال المريض يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات باستخدام منظار الأذن otoscope لمشاهدة طبلة الأذن والتي تكون في الوضع الطبيعي عبارة عن غشاء شفاف يفصل الأذن الوسطى عن الأذن الخارجية.
كما يستخدم الطبيب منظار خاص للأذن pneumatic otoscope لإرسال نفخات من الهواء باتجاه طبلة الأذن لمعرفة مدى إصابتها من عدمه ، حيث أن طبلة الأذن السليمة تتحرك للداخل بسبب الهواء وفي حالة التهابها فالطبلة لا تتحرك بسبب الهواء مما يعطي مؤشراً للإصابة .
هل يمكن الوقاية منه ؟
الجواب : قد يكون من الصعب منع حدوث التهاب الأذن ، ولكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها للتقليل أو لتفادي بعض مسببات المرض خاصة بالنسبة للأطفال ، فعلى الأمهات تفادي إرضاع الطفل وهو مستلق على ظهره ، لأنه من الممكن أن يتسرب الحليب إلي الأذن من خلال قناة استاكيوس ، وبوجود البكتيريا تصبح هذه السوائل وسطا مناسبا للتكاثروالتعرض للالتهاب الأذن. كذلك يجب معرفة أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال لملاحظة حدوثه في مراحله المبكرة.
كيف يتم علاجه ؟
الجواب : العلاج عادة يكون بوصف مضادات حيوية تعطى عن طريق الفم لمدة أسبوعين وذلك لأغلب الحالات، إلا أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً جراحياً ويعتمد ذلك على تشخيص الطبيب للحالة .
هل تستدعي بعض حالات الالتهاب التدخل الجراحي ؟
الجواب : بعض الحالات تتطلب تدخلاً جراحياً حيث يستخدم الطبيب المعالج أنسجة ضامة من أوردة أو عضلات المريض نفسه وذلك لإصلاح طبلة الأذن. وبالنسبة للحالات التي ينمو فيها جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكوناً جيباً صغيراً يسمى الكيسة فيتم استئصال أغلب هذه الكيسات جراحياً. وفي حالات أخرى يتم إستبدال عظيمات السمع التالفة بأخرى صناعية. في حين ان المرضى الذين يعانون من إنسداد قناة إستاخيو فيتم التدخل الجراحي من خلال شق غشاء الطبلة وغرس أنبوب في الشق بما يسمح للمادة السائلة بالخروج.