د.حيان بسمار
استشاري الجراحة العامة
اعداد وتقديم : تركية الخطيب
ما هي البواسير؟
الجواب : البواسير هي انتفاخات تحدث في شبكة الشعيرات الدموية الدقيقة لمنطقة الشرج، وغالباً ما تظهر البواسير بشكل تورمات في فتحة الشرج ونزف مع البراز وقد تتطور ويحدث لها هبوط والتهابات وتخثرات . وتعد البواسير من أكثر اضطرابات الشرج شيوعاً, وتشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج ويمكن تقسيمها حسب نوع الأوردة المتدلية إلى البواسير الخارجية و البواسير الداخلية .
هل صحيح بأن نسبة النساء المصابات بالبواسير أكثر من الرجال, ولماذا إذا كان ذلك صحيحاً؟
الجواب : نسبة الإصابة بين النساء والرجال بالبواسير متساوية ويعتبر الحمل أحد أسباب الإصابة لدى السيدات وذلك بسبب زيادة حجم الرحم التي تضغط بدورها على الأوردة داخل البطن وينعكس ذلك على الأوردة الشرجية .
ما هي الأسباب التي تؤدي للبواسير؟
الجواب : يعد الإمساك الشديد من أهم الأسباب لأنه يؤدي إلى تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج ويمكن أن ترى البواسير الخارجية بسهولة كطّيات صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني وبارزة من حواف فتحة الشرج وتورمات في فتحة الشرج تستمر لفترة طويلة بعد التبرز ولا ترتد تلقائياً ويضطر المريض لدفعها لداخل الشرج ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض الضيق ونادراً ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دموي ، وهناك سبب آخر لتكوين البواسير لا يقل أهمية عن الإمساك وهو عادة الشد ( التزحر) .
هل هناك أمراض أخرى تتشابه مع البواسير, وكيف نفرق بينهم؟
الجواب : نعم هناك حالات مشابهة للبواسير في الأعراض مثل الشق الشرجي الذي يؤدي إلى نزيف دموي وتدلي لحميات من الشرج،وكذلك الإصابة بخراج عجاني (حول فتحة الشرج) حيث يكون في بعض الحالات مشابه للبواسير. أما سرطان المستقيم فهو أحد أسباب حدوث البواسير ورغم قلة حدوثه إلا أنه يتشابه بالبواسير لأنه يسبب النزيف من فتحة الشرج ، وبعض الأحيان مادة مخاطية لذلك وجب الحرص على فحص المريض للتأكد بأن البواسير ليست لوجود ورم في المستقيم.
هل هناك عادات حركية أو غذائية تتسبب في البواسير؟
الجواب : نعم فإن هناك عادات غذائية تزيد من نسب الإصابة تنتج عن عدم الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف يؤدي للإمساك الذي يعد أحد أسباب البواسير ، وكذلك هناك بعض الأطعمة الحارة إضافة إلى أن هناك عادات حركية تتمثل في الجلوس طويلاً أو حمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة.
لماذا المرأة الحامل أكثر عرضة للتعرض للبواسير؟
الجواب : تتعرض بعض النساء لحدوث البواسير أثنلاء مرحلة الحمل بسبب الزيادة الكبيرة في حجم الرحم التي تضغط على الأوردة داخل البطن وبالتالي أوردة الشرج مما يؤدي إلى توسعها.
هل الأكلات الحارة من فلفل وغيرها تتسبب في البواسير؟
الجواب : نعم مثل تلك الأكلات تعد عاملاً مساعداً قوياً على الإصابة خاصة مع الإكثار منها .
هل هناك أكلات خاصة تتسبب في ظهور البواسير أو تهيجه؟
الجواب : بشكل عام فإن الأطعمة قليلة الألياف تؤدي إلى حدوث الإمساك وبالتالي البواسير.
هل من الممكن أن تظهر البواسير وتختفي دون علاج؟ أم تعود مرة أخرى؟
الجواب : يمكن أن تظهر في حال الإصابة بالإمساك أو الإسهال لفترة من الزمن ويمكن أن تتراجع في الدرجات الخفيفة في حال عودة التبرز للحالة الطبيعية.
ما هي النصائح لمكافحة البواسير قبل ظهورها وبعد ظهورها؟
الجواب : لتجنب الإصابة بالبواسير يجب اتباع ما يلي:
الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف كاخضار والفواكه وخبر البر أو النخالة كبديل عن الخبر الأبيض.
تجنب حدوث الإمساك أو الإسهال وعلاجهما بسرعة.
الحذر من المأكولات الحارة كالشطة والفلفل.
ينبغي عدم الجلوس لفترة طويلة .
لابد من ممارسة الرياضة كالمشي والسباحة.
هل من الممكن أن يكون علاج البواسير دون تدخل جراحي؟
الجواب : يمكن الاعتماد على العلاج الدوائي في حالة ما إذا تمت مراجعة الطبيب في المرحلة الأولى من الإصابة إذ أن العلاج يتلخص بإزالة أسباب ظهور البواسير ، مثلاً معالجة الإمساك، وكذلك معالجة الحالات الإلتهابية التي تتعرض لها المنطقة الشرجية ، ويميل الأطباء الى استخدام العلاج الدوائي قبل اللجوء الى العلاج الجراحي وذلك بوصف بعض المراهم المخدّرة لتخفيف آلام مريضه أو استخدام التحاميل لتخفيف الاحتقان في منطقة البواسير الداخلية.
ماذا تحتاج الأنثى ما بعد العملية؟
الجواب : تحتاج الأنثى أو مرضى البواسير بشكل عام لراحة بسيطة بعد العملية ، مع تجنب الأطعمة الحارة ، وتغيير النظام الغذائي بحيث يكون غنياً بالألياف ، مع الجلوس في مياة دافئة لبعض الوقت يومياً لفترة بسيطة بعد العملية.
ما هي أنواع الجراحات المخصصة للبواسير وما هي أفضل تقنية للتدخل الجراحي؟
الجواب : تشترك الطرق الجراحية لعلاج البواسير في الأسلوب الجراحي إذ لابد من إزالتها مع ربط الأوعية الدموية المغذية لها باستعمال وسائل مختلفة تعتمد على رؤية الجراح وحالة المريض ، إضافة الى إمكانية إزالة البواسير جراحيا مع خياطة مكانها كليا أو جزئيا أواستئصالها باستخدام الدباسة الجراحية .
ولكن يختلف العلاج وفقاً لنوع البواسير ودرجة الإصابة والأعراض المصاحبة حيث أن البواسير الداخلية من الدرجة الأولى تعالج باستعمال الأدوية المقبضة للأوعية الدموية والمراهم لجعلها تنقبض وتضمر. والبواسير من الدرجة الثانية تعالج مثل الدرجة الأولى وقد تلجأ إلى وسائل أخرى مثل الحقن بمواد مجلطة أو استعمال الرباط المطاطي أو الأشعة تحت الحمراء وكلها تسبب ضمور البواسير في كثير من الحالات، ولكن في بعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عند عدم الاستجابة أو حدوث مضاعفات. أما البواسير الخارجية يتم استئصالها جراحيا ويستعمل العلاج الموضعي فقط لتخفيف الأعراض لحين إجراء العملية.
ويعتبر التدخل الجراحي هو أحد الخيارات المفضلة للدرجات المتقدمة لعلاج مرض البواسير الشرجية وخاصة بعد تطور الطرق الجراحية واستعمال الأجهزة الحديثة لتقليل الألم ومشاكل ما بعد الجراحة وتعطى نسبة عالية جدا من الشفاء .
وتوفر مجموعة د.سليمان الحبيب العديد من الطرق التي تتناسب مع كافة الحالات المرضية فهنالك طريقة ربط الأوعية الدموية من جذورها الأساسية ثم خياطة الجزء المترهل داخليا بمساعدة الأشعة الصوتية (الدوبلر) وتعد تلك العمليات أحد الخيارات الحديثة في مجال علاج البواسير حيث يقوم الجراح باستكشاف الشريان المغذي للباسور باستخدام تقنية الدوبلر للعثور على تدفق الدم في الشرايين الصغيرة المغذية للبواسير.
وبعد تحديد مكان الشريان المغذي يقوم الجراح وضع خياطة حوله لتقليص تدفق الدم مما يؤدي إلى هبوط الإنسجة البارزة من فتحة الشرج، وتستغرق تلك العملية فترة قصيرة من الوقت والألم الناتج أقل من العمليات الأخرى ويمكن للمرضى استئناف حياتهم ونشاطهم الطبيعي في غضون خمسة أيام.
وتتميز تلك التقنية بالدقة العالية وذلك لأنها تستخدم الدوبلر ( الموجات الصوتية ) وبالتالي تمكن الجراح من ربط الشريان المغذي للبواسير بشكل أكثر دقة وتاكيداً ، كما أنها لا ينتج عنها أية جروح . وقد أثبتت الدراسات أنه يمكن إجراؤها بشكل ناجح مع نسبة قبول ورضا المرضى خاصة الدرجات الثالثة والرابعة ولم تتجاوز نسبة عودة البواسير لهم عن 10 % ثم إن نتائجها مذهلة ويمكن ملاحظتها بعد العملية مباشرة ، أما عن التخدير فهو إما كلي وإما نصفي ووجدنا أن التخدير النصفي أكثر إيجابية وفعالية حتى بعد العملية.
وهناك تقنية أخرى لاستئصال البواسير باستخدام جهاز الدباسة PPH 01 لا تؤدي إلى حدوث جروح عند فتحة الشرج وبالتالي يحدث نسبة أقل من الألم ، حيث يتم استخدام الدباسة بواسطة المنظار بإدخال الجهاز من فتحة الشرج ويقوم باستئصال جزء دائري من بطانة قناة الشرج على بعد نحو أربعة سنتيمرات من فتحة الشرج ثم يقوم بتدبيس طرفي الجرح الناتج عن الاستئصال، وبذلك يتم قطع الأوعية الدموية التي توصل الدم للبواسير الشرجية وسحب البواسير والغشاء المبطن للشرج إلى الداخل وبالتالي يختفي الترهل الحاصل حول فتحة الشرج والناتج عن البواسير.
والدبابيس المستعملة في تلك التقنية صغيرة جداً ولا يشعر بها المريض عادة وتسقط إلى الخارج وحدها خلال بضعة شهور بعد العملية، كما أن إجراء العملية بواسطة الدباسة يجعلها أقل ألماً في المنطقة التي يتم فيها القطع والتدبيس لأنها خالية من الأعصاب وبالتالي لا توجد آلام شديدة بعد العملية .
كما أنها تمنح المريض إمكانية مغادرة المستشفى في اليوم نفسه مع السماح له بتناول الطعام بعد الإفاقة من تأثير التخدير الذي غالباً ما يكون تخديراً كلياً للمريض حسب متطلبات العملية.
يمكن أن تسمى هذه العملية «عملية تجميل لفتحة الشرج» لأنها كذلك ، وهي في منطقة خارج الألم وتعالج كل الجهات الدائرية مرة واحدة ولا تصيب العضلات المتحكمة في البراز ولا الوسادات الشرجية وبالتالي فهي تتجاوز مضاعفات العمليات السابقة وسلسة إجراءاتها وبخاصة مع الخبرة الطويلة ولا تستغرق أكثر من 10 ـ 15 دقيقة فقط وربما أقل.