الأسرة والمجتمع

علاقاتنا الإنسانية في كفة الميزان

القاصة وسيلة الحلبي

 الكاتبة / وسيلة الحلبي




إننا نتذوق السعادة والصدق في أحلامنا فقط، لا أدري هل يوافق الأصدقاء الأعزاء على هذه الجملة أم لا؟ الذي أقصده بأن هناك أشياء جميلة قد تلاشت واختفت من حياتنا العصرية اللاهثة، الجار لم يعد يسأل عن جاره، وقد يلتقي ساكن العمارة بعدد من الأطفال على بوابة العمارة دون أن يعرف أولاد مَنْ هؤلاء الصغار.ألستم معي بأنه لم يعد هناك تواصل بين الجيران، وأننا لا نتزاور إلا بالأعياد، وحتى مناسبات الخطوبة والزواج والولادة أصبحنا نكتفي بإرسال باقة من الزهور عليها عبارة ” مبروك ” فأصبحت زائفة جامدة صامتة ومستهلكة ونعتذر لانشغالنا بالحسابات والأرقام وحجم المصروفات، ورفع الإيجارات وغلاء المعيشة، وغيرها من أمور الحياة. لا أدري حقاً ما هذا الجفاء بين الناس رغم أننا كنا نعيش في بيوت الطين والصناديق والحجر، وكان في حارتنا راديو واحد (صندوق خشبي ذو سبعة موجات) يجتمع حوله أهل الحارة ليستمعوا إلى القرآن أو الأخبار.. وإذا صرخ أحدهم هب الجميع حوله.ما أعذب تلك الحياة وما أقبح حياتنا اليوم برغم ما فيها من تكنولوجيا خانقة، حياتنا الآن مملوءة بالأرقام والحسابات، كل عمل يقابله سؤال صريح ما هو المقابل؟ كل حركة محسوبة، وكل كلمة محسوبة والجميع ينادي محتجاً (على الوقت). ألستم معي أن هذا الزمن يدمي آخر قطرات الحب بيننا، وسيقضي على شعرة معاوية في التواصل الإنساني والاجتماعي.. فإلى متى ستظل علاقاتنا الإنسانية في كفة الميزان التجاري، وإلى متى علاقاتنا الاجتماعية ستبقى أرقاماً وأرقاماً فقط.

لحظة دفء:

التضحية في سبيل من نحب هي قمة العطاء، والعطاء بدون حساب هو الحب الحقيقي، والحب الحقيقي في أن تذوب ليعيش من هم أغلى من الحياة.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *