إنها الأنثى جميلة بو حريد!
من اكبر رموز النضال ضد الاحتلال في الشرق الأوسط عامة وفي الجزائر خاصة, فهي من اكبر المناضلات التي ساهمن في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
– نشأتها:
ولدت بطلتنا في حي القصبة في العاصمة الجزائرية عام (1935) وكانت هي الأنثى الوحيدة بين (7 أولاد) وتعلمت والتحقت فيما بعد بمعهد الخياطة والتفصيل
لتتخرج منه بحلم تصميم الأزياء, وممارسة الرقص الكلاسيكي! حتى أتت الثورة الجزائرية 1954, التي غيرتها رأساً على عقب, ليكون ذلك قدرها, أن تكتب إسمها بحروف من ذهب على صفحات تاريخ تحرير الجزائر!
– نضالها ضد الفرنسيين:
انضمت جميلة إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية عندما قامت الثورة الجزائرية علم (1954) وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين, لتصبح أول من وضع نفسه على حافة الموت من المتطوعات لتقوم بزرع المتفجرات والقنابل في كل مكان, وكل مكان, تعني أماكن الاستعمار الفرنسي.
لتصبح صداعاً مزمناً في رؤوس الفرنسيين, ليقوموا بالبحث عنها وتعليق صورها في كل مكان حتى تم إلقاء القبض عليها عام(1957) بعد أن أصابوها برصاصة في الكتف!
في سجون الاستعمار, بدأت رحلة التعذيب لها على يد قوات الاحتلال لتقول كلمة تاريخية:
(أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة)
لكن تم ترحيلها إلى فرنسا بعد ثلاث سنوات في سجون الاستعمار, لتقضي هناك ثلاث سنوات أخرى وأطلق سراحها عام (1962) مع بقية زملائها.
– بدايتها مع التعذيب (الجزائر أمنا)!
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح (فرنسا أٌمنا) إلا أنها كانت تقول بصوت عالي وجهوري (الجزائر أٌمنا) ليخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاب شديد ولكنها لم تتراجع إلى أن انضمت إلى جبهة التحرير الجزائرية, وبعد إلقاء القبض بدأ الفرنسيون بتعذيبها بداخل المستشفى وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاث أيام كي تعترف على زملائها ولكنها لم تعترف وتحملت التعذيب وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق كانت تردد (الجزائر أٌمنا) , وصدر بحقها حكم بالإعدام وتحدد يوم (7 مارس 1958) لتنفيذ الحكم , ولكن ثار العالم كله واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعدما تلقت العديد من برقيات الاستنكار من جميع أنحاء العالم , ثم تم تعديل الحكم للسجن مدى الحياة ثم تم الإفراج عنها بعد تحرير الجزائر , وتزوجت بعدها من محاميها الفرنسي مما آثار حفيظة الكثير من الجزائريين.
– شعر يقال فيها:
قالوا لها بنت الضياء تأملي ما فيك من فتن ومن أنداء.
سمراء زان بها الجمال لوائه واهتز روض الشعر للسمراء.