الحمل والطفلمنزل وديكور

حاوروا أبناءكم يكفي تهميشاً!

حاوروا أبناءكم يكفي تهميشاً!

أنثى /  حوار وسيلة الحلبي
إدراكاً من المركز لأهمية هذه المرحلة، وإسهاماً في بناء ثقافة الحوار مع الطفل، حيث تهدف إلى تنمية قدرات المُربية المعلمة، الأم على تدريب الأطفال على الحوار بما يحقق النمو المتوازن عقليا ونفسياً. فقد صمّم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مؤخراً أحدث حقيبة تدريبية للحوار مع الطفل، بعنوان:”حاورني”، هذا ويحتاج الحوار مع الأطفال إلى السير به في طريقين، أولهما الحوار الأسري، عبر الاستماع لهم والتحدث معهم بقدر عقولهم وقدراتهم التفكيرية، وثانيهما تأسيس ثقافة الحوار مع الأبناء من خلال مركز متخصص يقدم للآباء والأمهات فن ومهارات الحوار، ولعل في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ما يُحقق هذا الهدف، من خلال ما يعقده من برامج حوارية على أعلى المستويات العلمية.




فقد أوضحت ميسون شهاب مستشارة ومدربة من مكتب اليونسكو أن الحقيبة التدريبية التي يعدها مركز الملك عبد العزيز للحوار عن الحوار مع الأطفال، تُعد أول إصدار عربي يعنى بموضوع الحوار مع الصغار، وأنها تأتي إيماناً بأهمية الحاجة لتأصيل لغة الحوار مع الطفل بشكل سليم، لاسيما مع تزايد حالات العنف الأسري وفقدان أساليب التواصل السليم داخل الأسرة، مضيفةً أن هذه الحقيبة جاءت لسد فجوة تتصل بسنوات التشكيل الأساسي لشخصية الإنسان التي يتم رسمها وتحديد معالمها في سنوات الطفولة الأولى، وبناء على ذلك كان الاهتمام في التدريب بنوعية المشاركات في البرنامج التدريبي على مفاهيم الطفولة والخصائص المتعلقة بمرحلتها ومتطلباتها الحوارية والتدريب على المهارات وحملت الحقيبة التدريبية اسم “حاورني”، وتُعد أحدث حقيبة تدريبية يطلقها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتقدم ضمن فعاليات المؤتمرات الدولية للطفولة المبكرة، كان آخرها المؤتمر الدولي للطفولة المبكرة الذي عقد بجامعة نورة، بمشاركة وزارة التربية والتعليم وبدورها أكدت الدكتورة  وفاء بنت حمد التويجري -مساعد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني- أن هذه الحقيبة التدريبية تأتي إدراكاً من مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لأهمية هذه المرحلة، وإسهاماً في بناء ثقافة الحوار مع الطفل، كما تهدف هذه الحقيبة إلى تنمية قدرات المربية (المعلمة، الأم) على تدريب الأطفال على الحوار بما يحقق النمو المتوازن للطفل عقليا ونفسياً، مبينةً أنها تتضمن عدداً من الأهداف التمكينية منها:  تعريف مفهوم الطفولة والحوار بشكل واضح ودقيق، والاسترشاد بالهدي النبوي في الحوار مع الطفل، مع توضيح المبادئ الأساسية التي يُبنى عليها الحوار مع الطفل، وكذلك ذكر الملامح الرئيسة لمساعدة الطفل للتعامل مع مشاعره في الحوار، إضافةً إلى تطبيق خطوات الحوار الفعال مع الطفل، وتشجيع تنمية التفكير في الحوار معه عملياً، إلى جانب تحديد مهارات التفكير الأساسية التي يهدف إلى تنميتها، واقتراح آليات لتنمية مهارات التفكير عند الأطفال في مواقف حوارية يومية ونوهت دكتورة وفاء التويجري على أن هذه الحقيبة التدريبية تأتي انطلاقاً من إيمان المركز بأن مرحلة ما قبل الدراسة هي مرحلة للتنمية الشاملة لحواس الطفل، وكذلك قدراته ومهاراته وميوله واتجاهاته، إضافةً إلى الإعداد الشامل والتنمية العقلية والحسية والانفعالية والاجتماعية، وكذلك البيئية للطفل، التي تنبه حواسه وقدراته ومهاراته المختلفة، مع تزويده بالخبرات الأساسية في حدود إمكاناته واستعداده ومستوى نضجه، التي تعد من الأولويات التي يمكن العمل عليها ولها، مبينةً أن الحقيبة تستهدف المدربات لمرحلة رياض الأطفال، والمشرفات التربويات لمرحلة رياض الأطفال، ومنسوبات ومعلمات رياض الأطفال، وأمهات الأطفال

 كما أوضحت حياة الدهيم مدربة ومستشارة في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إن إعطاء الأبناء الحرية في التحدث بما يجول في أنفسهم دون ردع لأفكارهم، حتى لو كانت تخالف العادات والتقاليد، يجعل لديهم قابلية أكبر للإنصات إلى توجيهات وإرشادات الآباء والأمهات حول خطأ الفكرة التي تحدثوا بها، ومن ثم إعطاؤهم المعلومة الصحيحة، وهنا تكون النتيجة أكثر فائدة لتحقيق القناعة الذاتية لدى الطفل بتفكيره السابق والفكرة الجديدة التي استوحاها من والديه. وأشارت الى إنه من خلال برامج الحوار مع الطفل الذي يعقدها المركز مع القطاعات الأخرى كوزارة التربية والتعليم، ومن خلال الورش التدريبية، فإنه يتم التركيز أن تكون منصبة على صاحب العلاقة مع الطفل بشكل مباشر وهي المعلمة، وتهيئتها للتعامل مع هذه المرحلة العمرية بشكل يساعدها على تلافي العوائق والصعوبات التي قد تواجهها، مضيفةً أنه لا أحد ينكر أهمية الحوار مع الأطفال، ففوائده كثيرة من أهمها أنه يصنع ألفة بين الطفل والمُربين سواء كانوا والديه أو معلميه، إضافةً إلى اكتشاف المشكلات التي يعاني منها؛ لأنها تظهر من خلال الحوار القائم معه، مبينةً أن الحوار يُقوي أواصر العلاقة بينه ومن يديرون معه الحديث، مما يساعد على منحه مزيد من الثقة في النفس، إضافةً إلى نشر “جو” من المتعة أثناء الحوار، وكذلك تنامي الحصيلة اللغوية والإدراكية لدى الطفل المحاور. وأكدت مجموعة من المتدربات على هذه البرامج على الفائدة التي ستنعكس على أدائهن في المستقبل من خلال المهارات التي اكتسبنها من برنامج حوار الأطفال المعد لهذا الغرض، حيث لمسن من خلال الآلية والكيفية التي يتم التدريب عليها نظرياً وتطبيقياً، مدى فاعلية البرنامج في إكسابهن مهارات الحوار مع الطفل والتواصل اللمسي والبصري ومهارات الاستماع اليقظ، وكذلك عكس المشاعر، ومهارات التحدث، ولغات التفكير البصرية والحرفية اللفظية، واللغة العددية الرقمية والمنطقية، إضافةً إلى اللغة المتعاقبة المتسلسلة والعاطفية، وكذلك الفكرية واستراتيجيات إثارة التفكير الأساسية، مجمعين على أهمية الحوار مع الأطفال؛ لأنه جانب مهم للنمو المعرفي والإدراكي وصياغة شخصية الطفل؛ ليتحمل المسؤولية ويتخذ القرارات ويفكر منطقياً، موضحين أن الحوار مع الأطفال له فوائد عظيمة في تنمية قدرات الطفل على التفكير وترتيب الأفكار، وهو فرصة أكبر لتدريبه على النقاش المنطقي وإبداء الرأي وأدب الاعتراض والتعديل على الآراء في جو من الأمان الأسري وحرية إبداء الرأي

وأشارت الأخصائية الاجتماعية فاطمة محمد السلوم إلى أنه من أكبر أخطاء الوالدين أثناء حوارهم مع أبنائهم هو في ردعهم عن كثرة أسئلتهم، وهذا يؤدي إلى نقص المعلومات الحياتية لدى الطفل؛ لعدم وجود من يجيب على أسئلته، بل وتجعله في حيرة وخوف من قضايا يجهلها ويخشى من نتائجها. وعن كيفية إدارة الحوار مع الطفل قال: إن الحوار مع الأطفال يحتاج إلى السير به في طريقين، أولهم الحوار الأسري والاستماع لهم والتحدث معهم بقدر عقولهم وقدراتهم التفكيرية، وثانيهم على مستوى الجهات المعنية حيث تستطيع أن تُؤسس لثقافة الحوار مع الأبناء من خلال مركز متخصص يقدم للآباء والأمهات فن ومهارات الحوار، ولعل في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ما يمكن أن يحقق هذا الهدف.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *