سعوديات

النساء يجبرن على دفع رواتبهن للزوج مقابل استمرار الحياة الزوجية

النساء يجبرن على دفع رواتبهن للزوج مقابل استمرار الحياة الزوجية
أنثى/ حوار وسيلة الحلبي

تقع الكثير من الزوجات باسم الولاء للحياة الزوجية والرغبة في المحافظة على استمرارها تحت ضغوطات استغلال الزوج المادي، خصوصاً حينما يعلم أنها موظفة في قطاع رسمي وتتقاضى راتباً جيداً، فإنه ينسج جشعه وطمعه في استغلاها، بطلب أخذ قروض مالية باسمها، ثم يُبدده على رغباته، وفي المقابل تجد الزوجة نفسها مطالبة بتحمل مسؤولية أوضاع تلك الحياة الزوجية من الناحية المادية، فتصرف على أبنائها وتموّل منزلها حتى تتحول بشكل فعلي إلى رب الأسرة، بدلاً أن تكون زوجة لها حقوق  وتتنازل المرأة عن مساحتها الشخصية في الأسرة، ليس فقط على النطاق المالي، بل حتى في الأمور الشخصية الحياتية، وذلك هو المفهوم التقليدي لطاعة المرأة لزوجها، فتسقط عليه كل الاعتبارات الذاتية للاستغلال الشخصي، وهو ما يجعله يضع شروطاً عليها في سبيل الحصول على ما يريد، كأن لا يسمح لها بالعمل إلاّ وأن يكون مستفيداً من الراتب، أو أن يشترط الحصول على قرض من البنك لكي يوافق على مزاولتها العمل، وهو ما يُعد ابتزازاً واضحاً، وهنا لابد أن يُحدد المجتمع مفهوم قوامة الرجل على المرأة بشكل يحفظ كرامتها، مع تحديد دور الزوج الحقيقي داخل الأسرة




  • .   فها هو زوج المعلمة غادة والتي بإحدى المدارس الحكومية  يصرخ و يبتزها إلحاحاً لأخذ قرض جديد باسمها من البنك بحجة مواجهة الضغوطات المادية التي تواجهه كما يدعي  حيث أصبحت تشعر أنها أمام زوج لا يشبع أبدا  من المال ، وأصبح  هدفه الوحيد  من استمرار الحياة الزوجية معها مرهون براتبها فقط ، وحين ترفض اعطائه المال يحاول منعها من الخروج إلى الوظيفة ويهددها بالطلاق، فتجد نفسها المنكسرة مجبرة في تنفيذ ابتزازه، حتى تستمر الحياة الزوجية حيث لا ترغب أن يكون  أولادها الستة ضحية جشع زوجها المادي. أما فاطمة العتيبي سيدة أعمال فقالت والحسرة في قلبها ( انهم رجال هذه الأيام ) فالزوجة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية بتحولها إلى ضحية مستغلة، حينما تخضع لجميع رغبات الزوج وجشعه، وترتاد البنوك لأخذ القروض الكبيرة، من أجل رجل لم يفكر في احترامها، بل يتحول إلى سارق باسم شرعي، وتضيف بأن زوجها دفعها لأخذ القروض الكثيرة التي أصبحت تتحملها بمفردها، فاشترت منزلا بمالها ولكنه أن يكتبه باسمه حفاظا عليه ،  وطلب شراء سيارة من مالها الخاص،  ولم تعارض ، ثم طلب منها أن تعمل له وكالة عامة لتيسير أعمالها وهنا استشارت احدى زميلاتها ورفضت رفضا تاما ، مما أثار غضبه وطلقها وأخذ البيت والسيارة قائلا لها انهم باسمي ومن حقي والباب بيفوت جمل ، وخرجت من البيت مكسورة الخاطر غاضبة على جنس الرجال ولكنها حمدت ربها حيث لم يرزقها منه بأطفال ، وأضافت أن المرأة كثيراً ما تُسهم في الظلم الذي يقع عليها حينما ينقصها الوعي الحقوقي وقوة الشخصية وحكمة القرار، متأسفةً أن كثيراً من الزوجات يعلمون أن الزوج يستغلهم مادياً وأنه يتعامل معها وكأنها آلة تدر الأموال، بل وصل الأمر سوءاً لدى بعضهن أن تقدم لزوجها بطاقة الصراف الخاصة بحسابها الشخصي في كل شهر، ليستخدمه كيفما شاء، مع ترك فرصة التصدق عليها بمصروفها الشهري من راتبها، بل أن من الزوجات من تخجل أن تطالب بحقها في راتبها الشهري الذي تتقاضاه من الوظيفة، مؤكدةً على أن المرأة تسهم بشكل كبير في تعميق مفهوم استغلالها من قبل الزوج
  • .أما رجاء عايدية مديرة مدرسة فقالت ، تزوجته وأنجبت منه وقضينا سنوات جميلة ، وكان دائما يردد أنه يحتاج الى نصف راتبي لكي يجمعه ويفتح مشروعا صغيرا ، وحين شعرت باخلاص النية ، كنا أحول له راتي ماعدا 500 ريال كنت أتركها مصروفا لي ، ولكنه لم يكن يفي بمتطلبات المنزل والأولاد ، فاضطر للإقتراض لأدفع أقساط مدارس الأولاد ، وكان عندي عمارة مؤجرة فبدأ يترنم على أن أعمل له وكالة حتى يتابع المستأجرين نيابة عني  فوافقت مع إلحاحه الشديد  وحلفانه لي بالإخلاص  وبعد عامين علمت أنه تزوج أخت زميلتي بالعمل وأنا آخر من تعلم ،، كم كنت مغفلة  ، وثقت به ولكنه خان الثقة وأخذ مني كل شيئ الراتب الشهري والعمارة وحياتي الزوجية ، وألغيت تحويل الراتب وأعيش وأولادي عليه لوحدنا حيث تم طلاقي منه الشهر الماضي . ومن تجربتي فإنني أقول وأعترف بأني كنت متهاونة معه كثيرا لأني أحبه ( ولكن صدق القول بأن الحب أعمى ) فالمرأة  لابد أن تضع الخطوط العريضة في علاقتها مع زوجها بشكل يسهم في بناء المحبة والألفة والمودة بينهما، ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب استغلالها الشخصي، مضيفةً أنه يجب أن تثق المرأة بقدراتها، وأنها كائن مستقل عن زوجها، ولا يجب أن تخضع لاستغلاله المادي بأي شكل، حتى إن كان باسم المودة والمحبة والمساعدة الزوجية، مشيرةً إلى أنه جميل أن تتقاسم الزوجة المسؤوليات مع زوجها، لكن لا يجب أن يحدث ذلك تحت تأثير الضغط والتهديد واستغلال مفهوم القوامة الخاطئ للزوج، ذاكرةً أن كثير من السيدات يقعن ضحايا ديون طائلة بسبب جشع الزوج الذي لا ينتهي، فتتورط الزوجة وأعرف كثيرات ممن تزوج أزواجهن بأموالهن نتيجة الثقة الكبيرة وإعطاء التنازلات الكبيرة للزوج والتي منها عمل الوكالات العامة وتحويل الراتب باسمه.
  • وتؤكد الأخصائية الاجتماعية فاطمة محمد السلوم بأن أي رجل يمارس تلك الضغوطات المادية على زوجته حتى إن لم تصل إلى حد أخذ القروض بل مجرد إلقاء الكثير من المسؤوليات المادية على الزوجة، فإنه يُعد فاقداً للرجولة وغير جدير أن يحمل صفة الزوج أو الأب لأبنائه، مشددةً على أهمية مراعاة الزوج الله في زوجته، وتحقيق حقوقها المادية والمعنوية؛ لأنها الفتاة التي خرجت من منزل أبيها وسكنت لديه، ولابد من احترامها وليس استغلالها. فلدى المرأة مفهوماً تقليدياً لطاعة الزوج، ويأتي من خلفية الرغبة في المحافظة عليه، والرغبة في استقرار الأسرة، ومن أسباب ذلك لديها أن تمنح الرجل ما يريده من مال، وذلك هو مفهوم الاستقرار الزوجي، مضيفةً أن للمرأة أن تتنازل عن مساحتها الشخصية، وذلك ليس فقط على النطاق المالي، بل حتى في الأمور الشخصية الحياتية، وذلك هو المفهوم التقليدي لطاعة المرأة لزوجها، فتسقط عليه كل الاعتبارات الذاتية للاستغلال الشخصي، فتحجب تعاطيها الاجتماعي بشكل عام ومحيط صديقاتها لأنه هو لا يسمح بذلك، مشيرةً إلى أن أحد أهم أسباب خضوع الزوجة لرغبات الزوج وطمعه المادي براتبها يكمن في مساومتها بالموافقة على مزاولة عملها بشكل يجعل منه مرهون بتسليم جزء من راتبها للزوج أو المنزل كنوع من المقايضة، فإذا سمح لها بالعمل لابد أن تتحمل أعباء مادية، موضحةً أن التعاون بين الزوجين حالة إيجابية، لكن لابد أن تتم عن طريق الاتفاق والتحاور ومفهوم المشاركة، وليس من منطلق القوامة أو فرضها بقوة.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *