أنثى
موظفة (كول سنتر) خدمة عملاء
تستيقظ صباحا ترتدي ثيابها بعجل،،
تركب سيارتها لتدرك الوقت،،
ما أن تصل إلى مقر العمل حتى تلتصق بسماعة لمدة ٨ ساعات مبتدئة صباحها ب : الو السلام عليكم كيف اقدر أخدمك؟
وتنهي عملها مساء ب : شاكرة اتصالك فمان الله
يتخللها سيل من الأستفسارات بأنواعها و من مختلف الطبقات والأعمار والجنسيات تحمل درجات عقولهم وتفكيرهم ،،
اكتشفت بأن هناك عوالم وبشر لازالوا في العصر الجاهلي ،، وأناس تصل بهم درجة التفاهة وضحالة التفكير لتصرفات مسيئة غافلين عن أضرارها ،، عجبا لرجل يتسلط على إمرأة وآخر يشتمها ويحقرها والآخر يسلبها حتى حق التعبير والكلام،،،،،،
كلها مجرد مكالمات تحمل بين طياتها اسرار وخبايا مجتمع ،، تفصح عن حصاد التربية بأبسط معانيها وواقعيتها،،
فكم من إمرأة فضلت أن تتزوج أجنبي عن الرجل السعودي وكم من أم تخلى عنها أبنائها وانشغلوا بعيدا عنها ،، والأغرب أن هناك سيدات بعمر الثلاثين لا يعرفن القراءة أو الكتابة أو حتى مجرد الاستفسار والتعبير عن مشاكلهن ،،،
إنه الصندوق الأسود
فخبرتك في خدمة العملاء غوص في بحر لا نهاية له ومع كل يوم تصادف أعجوبة قد تصدمك وتطيح بكل ما كنت تتخيله وترسمه عن العالم حولك وتنقلك إلى عالم بلوري تعجز فيه أن تقول سوى الحمد لله ،،،