سعوديات

أنثى تدرس التصرفات الغريبة المثيرة للجدل في مجتمعنا العربي

أنثى / تحقيق وسيلة الحلبي

نعيش واقعا مليئا بالتصرفات الغريبة وا لمتناقضات فهناك أناس يهتمون بقراءة تفاصيل التفاصيل عن سيارة أو جهاز حاسب آلي ،ويعتبرون أنفسهم في قمة العلم في أمور التربية والحياة الزوجية ولم يقرأوا صفحة واحدة عن  ذلك . وهناك نساء يعتقدن أن العباءة عادة سعودية ويحتقرن المتبرجات ، وينزعن العباءة بمجرد الصعود إلى طائرة متجهه للخارج بموافقة ومباركة من  أولياء أمور أجهل منهن. وهناك رجالا لا يصلون الفجر إلا قبيل الخروج للدوام، ويحاسبون موظفيهم على الثانية. ومنا من يحتقر عامل النظافة ، ونفتخر برمي القمامة من نافذة السيارة. ومنا من لا يسامح من يماطل بدفع ريالا لنا لأحقيتنا به ، ونستلذ بمماطلة شركة الكهرباء والهاتف حتى يتم الفصل. نسامح أبناءنا على عدم ذهابهم للصلاة بالمسجد ، ولا نسامحهم على عدم ذهابهم للمدرسة. يحتقر بعض الرجال النساء في مجتمعنا فيقول ( أختي وأنت بكرامة)، وينادي بأعلى صوته على الممرضة  الأجنبية (ياسيستر). تؤدي الشغالة كل أعمال المنزل من الطبخ إلى ترتيب غرفة الزوج، ثم تقول الزوجة (أنا ماني مقصرة معاه بشيء(.  يوصي الرجال المتزوج حديثاً (لا تعطي زوجتك وجه ومن أولها عطها القاز) ، ثم لا يرضى ذلك على أخته.  تنفق الدولة على تعليم البعض خارج المملكة ، ثم يعودوا ناقمين عليها وينسبون  اليها وإلى شعبها أنهم متخلفين. أكثرهم لايتجملون إطلاقاً لزوجاتهم ، ثم يعيرونها بأنهم لا يشاهدونها متزينة إلا عند ذهابها للمناسبات.  يحاول بعضهم  المحافظة على صحة أبنائه  بينما يدخن وهم معه في السيارة. هذه بعض المتناقضات في المجتمعات العربية بشكل عام أردنا أن نغوص في غمارها لنضع النقاط فوق الحروف حولها حيث التقينا في (الجزيرة ) بنخبة من المسئولين والمتخصصين ،




ماذا تقولون في هذه المتناقضات التي يقوم بها البعض وهو يدعي المثالية ؟

  • سهام بنت عبد الرحمن المعمر المستشارة والمشرفة على الفرع النسوي بالرياض بهيئة حقوق الإنسان تقول :المتناقضات موجودة على جميع المستويات ابتداء من المستوى الشخصى إلى أبعد ما يمكن، وفي كثير من الأحيان (يصبح الإنسان السوي مليئا بالتناقضات)  تصل المتناقضات لما يريده الإنسان نفسه فما يقبله اليوم ويسعى للفوز به  قد يكون غداً هو ما يرفضه ويعيب عليه ويتبرأ منه. والعكس صحيح وهنا يحكم على الشخص بأنه متناقض (و تنهال) و تكال عليه أقوى العبارات وننسى أننا انفسنا قد نمر بهذه المرحلة. إن النفس البشرية تمر بهذا الميزان وتختلف في حدة التأرجح من شخص لآخر.
 فهد عيد البسي
فهد عيد البسي
  • الدكتور فهد عيد البسي  طبيب جراحه عامه / ماجستير جراحه حوادث من USCL من كاليفورنيا يقول : برأيي الشخصي التناقضات موجودة بكل المجتمعات العربية وغيرها ,,  لأنها تأتى من التربية والعادات والظروف المكتسبة من حولنا ..وتحكمها أيضا أنها أحيانا تفرض عليك ومن ثم تتقمصها والأمثلة كثيرة..مثلا إذا وصلت قبل الرحلة بأربعين دقيقه يرفض الموظف استقبالك او استقبال عفشك ويرجعك ,, بينما لو تأخرت الطائرة 4 ساعات المفروض انك تذعن لذلك  ولا تشتكي وتتقبل الوضع لأنه لايوجد حجز على أي يوم آخر قريب وتقبل بالعصير والفطائر هذا إذا أصلا قدمت لك ..ومثال آخر  في البيت ممكن تنتظر اهلك حتى يجهزوا أنفسهم للخروج لمدة ساعتين وأحيانا تروح عليك نومه وأنت تنتظر بس لايمكن انك تتأخر عشر دقائق حيث صادفك موقف أو زحمة الطريق وأنت عائد إلى البيت..المتناقضات موجودة واعتقد من الصعب انك تحاول إزالتها لوحدك ,, والتي يحكمها هي التربية .. يعني إذا كنت أنا متناقض من الأصل فمن المفروض اقبل التناقض بحياتي ومجتمعي وبمن حولي ..
عماد درويش
عماد درويش
  • عماد العبد الرحمن ماجستير الإعلام  إعلامي  يقول : أعتقد أن الأمر يعود إلى النشأة الاجتماعية فهي  قيم تغرس في النفس وكما هو معروف فإن التربية تلعب دورا هاما في تكوين شخصية الفرد فإذا نشأ على عدم الشفافية واعتاد على أسلوب الإخفاء والاختفاء في كل التصرفات ما كان صحيحا منها وما كان خطئا فإننا سنكون قد أنتجنا إنسانا اقل ما يوصف به ” جبان ”  ومن بين العوامل المؤثرة في مثل هذا السلوك غياب القدوة الحسنة إذ قد يكون ننشأ في بيت اعتاد أهله أسلوب الاختباء والإتيان بتصرفات في السر غير تلك التي تؤتى في العلن ومن هنا يكون لدينا شخصية تعيش حياتها كاملة على التناقضات وربما يكون عدم مهارة الأسرة في إتاحة الفرصة للأبناء في التعبير عن شخصياتهم وحتى الاعتراف بالأخطاء وإتباع أسلوب المصارحة في الخطأ قبل الصواب وأسلوب الشجاعة الأدبية في الاعتراف بالخطأ واحد من أهم أسباب الوصول إلى الشخصية المتناقضة التي نتحدث عنها  .
  • الأستاذة ابتسام سليمان العثمان مديرة الثانوية 116 بكالوريوس لغة عربية تقول ان من أهم أسباب التناقضات التي نعيشها هو عدم تربية الأبناء على تحمل المسئولية وغياب القدوة من قبل الوالدين وضعف شخصية الأم أمام أبناءها نتج عن ذلك جيل يتصف بالتميع وهذا ما نلحظه نحن المربيات في مدارس البنات وللأسف في المرحلة الثانوية والذي أهم أسبابه بعد الأم عن ابنتها عاطفيا في سن أحوج ما تكون إليه للعواطف فكم تسعد الفتاة عندما تجد تلك العاطفة ونجد نحن أثرها على بناتنا الطالبات لان بذرة الخير موجودة تحتاج منا إلى السقاية فقط
  • وتقول نوال  صالح الشلهوب حرم السفير حمود بن نادر إن المتناقضات موجودة في المجتمع  وإذا كانت التربية المنزلية الأولى التي تحتضن الطفل منذ نعومة أظفاره جيدة ومتوازنة وصحيحة فلا تحصل المتناقضات التي تشوه المجتمع وتشوهنا معه  فالتسيب التربوي يؤسس لهذه المتناقضات م هي موجودة وبكثرة ولا يمكن إنكارها أبدا
مصطفى السيد
مصطفى السيد
  • ويقول مصطفى أحمد محمد المدير التنفيذي بمؤسسة الشبكة العصرية انه سلوك غير سوى  على الإطلاق كيف ننادي بسلوك معين ونفعل العكس ؟ انه شيئ مشين ونرفضه رفضا كاملا
الأستاذة بهيرة الحلبي
الأستاذة بهيرة الحلبي
  • بينما ترى بهيرة محمود الحلبي المشرفة على الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية  بسفارة المملكة العربية السعودية بدمشق .أن هذه المتناقضات ما هي إلا أمراض نفسية توارثها الإنسان العربي عبر عصور من التخلف والانحطاط سكنت فيه ولازمته وأثرت في طريقة سلوكه حتى أصبح  أسير العادات والتقاليد البالية ،  يقول غير ما يفعل ، يظهر على غير ما هو في الحقيقة والواقع.إنسان ضعيف أمام مغريات الحياة والحضارة المادية  يتباهى بما هو غث  ويترك ما هو سمين ينفع الناس ويمكث في الأرض  يتملكه حب الظهور والتعالي على الآخرين  ويريحه أن يرى الآخر أقل منه ثروة ونسباً  غير مقتد بدعوة  نبينا الكريم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.
  • أما محمد حرب الرنتيسي مهندس في الاتصالات السعودية يقول : للأسف في عالمنا هذا المثالية مصطنعه . التي تكون على لا طعم لها ولا رائحة ولا لون لكن الأفعال محتاجه إلى قلب وتضحية فكل منا لديه شهواته اللامثالية مثل حب المال والسلطة وممكن يضحى بمثاليته مقابل هذه الشهوات .لكن على الإنسان ان يتوخي الحذر وان يعامل الناس كما يحب أن يعامل فان استخدمت المثالية بالشكل الصحيح والسليم تكون سلميه وان لا تستخدم بشكل ايجابي تكون كالمرض الذي لا يوجد له علاج
  • وتقول فريال محمد مكي الكردي مستشارة للخدمة الاجتماعية بوزارة الصحة لا شك أن مجتمعنا مليء بالتناقضات وهى عملية نسبه وتناسب, والتربية تلعب دورا كبيرا في أمور كثيرة مثل الثقة بالنفس والاعتزاز والفخر,  ونحن مؤمنون بان الأهل هم بيدهم يهودان الطفل أو ينصرانه.وللأسف يجهل كثير من الآباء, وبالذات الذين لم تتاح لهم فرص التعليم, أسس التربية الحديثة, فأصبحوا يتعاملون مع أبنائهم بالفطرة.  يجبرونهم على سلوكيات حسب ما تمليه العادات والتقاليد. وكذلك نجد في المجتمع فئة يقومون بميزان متفق عليه في تربية الأبناء. وبالنسبة للسلوكيات المطروحة من قبلكم, فأرى انه لا توجد معايير محدده في الحكم عليها. فهذه التناقضات ليست متساوية في طرحها.  فمثالكم لعدم ذهاب الأبناء للمسجد يقابله عدم ذهابهم للمدرسة غير متساوي في المعطيات والمؤثرات… لا بد أن يكون القياس متساوي  بنفس الصفة فمثلا من الأجدر أن نقارن عدم التزام الأبناء بالذهاب إلى المسجد في مقابل عدم المواظبة على الفروض الخمسة وأدائها في أوقاتها, بالذات صلاة الفجر.وكذلك لبس العباءة, فهي مفروضة ولها نظام محدد مادامت المرأة داخل المملكة, سواء سعوديه أو غير سعوديه, مسلمه أو غير مسلمه,  ولذلك في الطائرة يسقط هذا النظام. أما إذا كان لبسها للالتزام بالضوابط الشرعية, فالمهم أن يكون اللباس ساترا وفضفاضا يستر عورة المرأة. ففي المثال الأول نجد تقيدا بنظام البلد وفي المثال الثاني نجد تقيدا بالضوابط الشرعية.
سوزان محمد القرني
سوزان محمد القرني
  • وتوضح سوزان محمد القرني أخصائيه أولي تغذيه أنبوبيه و وريديه بالعناية المركزة أن هذه التناقضات تعتبر نفاق وعدم اتساق مابين المعتقد والتصرف فكلما زادت التناقضات في أفعال الفرد كلما دل ذلك على عدم ثقته بنفسه لان الواثق بمبادئه ومعتقداته وأفعاله لايقبل بتغير سلوكه وفقا للظروف،  ويرجع السبب إلى التنشئة الوالدية في الصغر حيث اعتمدت على أسلوب التذبذب في المعاملة ما بين الوالدين أثناء تنشئة  هذا الفرد فنشأ بحاله تسمى الشخصية المتسلطة .

أين يكمن الدواء ؟

  • المستشارة سهام المعمر تقول : (يكمن الدواء في فهم الإنسان للآخرين ولنفسه أولاً وعدم الحكم عليهم، وأن يضع نفسه في مكان الآخر) الأمر هنا يتطلب تفهم كل إنسان لنفسه أولاً وعدم الخجل من الاعتراف بأخطائه وتقبل الآخرين ومحاولة فهمهم بميزانهم دون ضرورة الموافقة على ما هم عليه
  • بينما يشير الدكتور فهد البسي الى أن المتناقضات موجودة واعتقد أنه  من الصعب أن تحاول إزالتها لوحدنا  لأن التربية والبيئة الحاضنة  تحكمها  بمعنى إذا كنت أنا متناقضا من الأصل فمن المفروض أن  اقبل التناقض  في مجتمعي وفيمن حولي ولا بد أن نعي لماذا  وجد التناقض ونصحح الخلل الموجود فينا بالبداية ونتفهم أن أي تناقض سوف يجرنا إلى عدم الصدق وعدم الثقة والالتزام بالمواعيد والحقوق وهذا ضد ديننا الحنيف وضد إيماننا الذي من المفروض أن نستمد أخلاقنا منه .
  • ويبين  الإعلامي عماد العبد الرحمن لتوفير الدواء لهذا الداء نحن بحاجة إلى تعاون عدة جهات وعدة عوامل لعلاج مثل هذه الظواهر لعل من أبرزها التعاون والتكامل في الأدوار بين الأب والأم من حيث تبادل الأدوار بحيث تكون الأم والأب مستمعان جيدان للأبناء والبنات وموجهان بطريقة مناسبة لا تعتمد أسلوب التوبيخ في حال الخطأ والعقاب العنيف بل يجب ان نشعر الأبناء بالتفهم لما دفعهما لارتكاب الخطأ ونقوم بالتوجيه مع استعمال درجة من العقاب بالأسلوب غير المباشر ومن ثم تشجيع الأبناء على الشفافية والوضوح والجرأة في الطرح وتحمل المسؤولية والاعتزاز بالذات ليكون شخصا خال من التناقضات لأن الفرد لن يلجأ إلى أسلوب اللعب على التناقضات إلا إذا كان يخاف العقاب فالتناقض شكل من أشكال الكذب أن أردنا أن نشخصه بشكل محدد ، كما أن للمدرسة دور هام في هذا الجانب إذ أنها تزرع في الطالب منذ نعومة الأظفار أن يكون واضحا وشفافا ولاسيما في حال التعبير عن الرأي وفي حال تحمل مسؤولية ارتكاب الخطأ ، ومن بين وسائل العلاج وجود القدوة والمثل للطفل والطالب في هذا المجال ، وخاصة الشخصيات الإسلامية وعلى رأسها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والشخصيات التاريخية ولكن استخدامها بطريقة محببة للأطفال وليس المنفرة لهم ، كما أدعو إلى أن تقوم المؤسسات التربوية المعنية بالطالب وثقافته بلعب دور هام في هذا المجال .
  • وتبين  مديرة الثانوية116 ابتسام العثمان يكمن الدواء في الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته للأمة بأسرها وبذلك نعود بأمتنا وأبناءنا إلى الصدارة ونقود العالم بأسره متى ما أدركنا عظم سيرة المصطفى وعملنا بها
  • ويقول المدير التنفيذي مصطفى السيد : لابد من محاولة تغيير أنفسنا أولاً  ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) … التناصح بيننا – وعدم التمادي في الحديث مع من يحملون هذه العادات …
  • أما الأستاذة نوال  صالح الشلهوب حرم السفير حمود بن نادر فتوضح أن  الدواء يكمن في التفكير الجيد والعزم على تغيير هذه المتناقضات عن طريق التوعية بدءا من البيت إلى الأسرة الكبيرة إلى الحي والمسجد والمدرسة وتعاون الجميع على ذلك لأن يدا واحدة لا تصفق،، ونحتاج إلى وقت طويل ولا يحدث التغيير بين ليلة وضحاها .
  • وأفادت  الأستاذة  بهيرة الحلبي : يكمن الدواء لهذه المتناقضات السلوكية التي يعيشها المرء العربي في التخلص من  عقد الغرور والنقص التي يحكم البعض فيها ، والتعايش مع الواقع بكل شفافية وتلقائية دون تكلف أو تقليد ، والتطهر من كافة نوازع الشر  البشرية  ، ولا ننسى أن ننشأ أبناءنا نشأة صالحة ،  ونغرس فيهم قيم التسامح والمحبة لكل الناس ونجعلهم يعيشون حياة طبيعية بسيطة  ليس فيها  من المتناقضات  التي تعيق حركة التطور والتقدم
  • المهندس محمد الرنتيسي قال : الدواء الوحيد لهذا المرض هو .”ان تعامل الناس كما أمرنا الإسلام  وان نحسن الظن بالآخرين فلا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى ” فان كانت هذه الجملة تطبق بالشكل السليم فى كافه أنحاء الوطن سوف نعيش حينها حياه سليمة وتفكير سليم يساعد في الأداء والتطوير والتفكير
    والوعي يأتي بالإصلاح . لكن قبل أن تصلح الآخرين تعلم إصلاح نفسك
  • وتقول الأخصائية سوزان  القرني يكمن الدواء بتعزيز الثقة بالنفس والحرص عن البحث عن الحلول ويبدأ تعديل المشكلة من الفرد أولا لأنه أساس الأسرة والأسرة أساس المجتمع ثم  الالتحاق بالدورات والبرامج التدريبية لإعادة احترام وتنمية الذات
  • بينما توضح المستشارة فريال الكردي بأن الدواء يكمن في الحوارات الهادفة وفى الأطروحات الايجابية وعدم المبالغات والابتعاد عن سرعة الحكم على الآخرين فتلك المواضيع اغلبها عادات وتقاليد  ولا يمكن تغييرها بهذه السرعة فهي قد تحدد هويتنا. والحوار المفتوح والشفافية فيه مطلب للتوعية للأفراد والمجتمع. وتضيف المستشارة فريال الكردي : نحن الآن شعب واعي أصبحنا ندرك ضرورة الحوار الهادف وانخرطنا نبنى مستقبلنا بأيدينا فدخولنا للدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة  واستغلالنا للشبكات الاجتماعية والتواصل مع الانترنت خير دليل على هذه التوعية.  كما نجد تزايد عدد المستخدمين لتويتر والفيس بوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعية.والاهم فينا أن نقوم بتطوير ذاتنا وهى عمليه مستمرة  ولابد أن نكون ايجابيين في نقاشاتنا وحواراتنا ونتقبل النقد البناء. كما أن الخدمة الاجتماعية أخذت مجالات مختلفة وأصبح لها منتديات وأقسام متخصصة وجمعياتها العلمية والتي تقوم بإعداد وتنظيم المنتدبات والندوات المختلفة وورش العمل المتخصصة في مجالات الخدمة الاجتماعية. ونحن لن نستطيع أن نصل إلى الكمال -فالكمال لوجه الله تعالى.

تحمل المسئوليات بكل أمانة

  •  وحول هذا المحور تقول  المستشارة سهام المعمر : إن الاعتراف بالمتناقضات على أنها موجودة -ويقع الأغلبية في براثينها – تعطي مساحة أكبر للفهم ومن ثم تصحيح الأخطاء بدون حرج ولا تعنت وكل في موقعه عليه أن يعدل المتناقضات الموجودة في كفة ميزانه قبل النظر لميزان الآخرين، ولا بأس بالنصيحة الحميمة  والبعد عن الحدة فما يخرج من القلب يدخل القلب وهنا يصبح المجتمع أكثر تسامحاً وقبولاً وجرأة للاعتراف بالأخطاء لأن الاعتراف بوجود الخطأ هو بداية إيجاد الحل له.
  • بينما يقول الدكتور فهد البسي : حتى نكون شعوبا واعية لابد أن  نؤمن إيمانا صادقا بديننا ونطبقه ليس ظاهرا فقط وإنما بداخل نفوسنا  ولبد أن نكون متعلمين ومثقفين وواعين بكل أمور حياتنا ونصحح أنفسنا وتعاملنا مع كل من حولنا من ا لصغير حتى الكبير والأجنبي  ونبدأ ببيتنا وأهلنا ومن حولنا ونصحح هذا المفهوم بالمدارس وبالعمل وبالبيت
  • ووتبين  الأخصائية سوزان القرني بأنه  لابد من الاعتراف  بوجود المشكلة وتقبل جميع الأفراد رغم عيوبهم  لان تقبل الإنسان لمن حوله بكل عيوبهم  يدفعهم إلى الشعور بالراحة في التعامل والتعبير عن آرائهم بصدق مما يجنبهم فعل أمر متناقض مع شخصيتهم لإرضاء من حولهم .
  • ويقول المهندس مصطفى السيد : عندما نأخذ جرعة كافية من التثقيف الإيجابي  ونثق بأنفسنا ونكتشف قدراتنا ونؤمن بها  ونبادر باستغلال محاسننا   ونحسن الظن بأنفسنا وبمن حولنا  ونعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا  ولا نرمى بأخطائنا على أكتاف الآخرين ونبرئ أنفسنا  ونتحلى بالحلم والأناة
  •  وتوضح  الأستاذة بهيرة الحلبي : حتى نصبح شعوباً واعية نتحمل المسؤوليات بكل أمانة  ونتحاور بكل شفافية ، علينا أن ننبذ التعصب الأعمى لأفكار عفا عنها الزمان ونصبح أناسا برغماتيون نحافظ على الأصالة ونعيش الحداثة بكل ايجابياتها ونتعلم أن نتقبل رأي الآخر. وتعدد الآراء ونعتبر ذلك حق مشروع كفلته الشرائع الدينية والقوانين المدنية ، وقد  قال الإمام الشافعي في ذلك ” كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب ”  مع الأخذ بالاعتبار بأن ثقافة الحوار ضرورة حضارية يجب أن ترسخ على المستوى الأسري والاجتماعي والمهني فهو خلق إسلامي قبل أن يكون نتاج فكر ديمقراطي حديث .
  • أما يقول الإعلامي عماد العبد الرحمن  فيؤكد أنه سؤال يحتاج لساعات ومحاضرات وربما مؤسسات للرد عليه ولكن باختصار يمكننا القول إننا بحاجة إلى اتباع الخطوات التالية : تهيئة الأمهات والآباء الذين سيصبحان أمهات وآباء لأول مرة ليعرفا ابرز سمات الطفل خاصة خلال السنوات السبع الأولى  من حياته فهي البناء والأساس للوصول إلى الشخصية السوية . أن تقوم المؤسسات التعليمية بدورها التربوي قبل دورها التعليمي والمكمل للمنزل وليس المناقض له وذلك بالتشاور المستمر بينهما وإشراك المعلم في هذه العملية بصورة أساسية . قيام وسائل الإعلام باستخدام الشخصيات القدوة والمثل لتقديمها للأجيال إذ ان أهم ما يحتاج إليه الجيل سواء الأطفال أوالشباب هو القدوة والمثل والذين يفقدانهما في هذا العصر المزدحم بالمعلومات وربما القائم على التناقضات فكم من شخصيات ظهرت على المجتمع تسوق للقيم والمثل ومن ثم نكتشف أنها شخصيات تظهر ما لا تبطن أو يزج باسمها في إحدى الفضائح الكبرى ومن هنا انهارت القدوة وأصبح الجيل مشتتا وضائعا يبحث عن مثل يقتدى به .إيجاد آليات تساعد المجتمع على الوضوح والشفافية ومنها المناهج الدراسية والمؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني ومنها على سبيل المثال هيئة مكافحة الفساد والتي تقوم بدور اجتماعي على أعلى قدر من الأهمية في تحقيق الشفافية والوضوح بل إنها أهم مؤسسات المجتمع المدني على الإطلاق وهي إحدى الثمار الخيرة للفكر النير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذي ينطلق في كافة قرارته الحكيمة من إيمانه بالمجتمع المدني ودوره الفاعل في بناء الإنسان السعودي ليكون مفخرة عظمى بين الأمم  .

ما دور وسائل الإعلام في التصدي لهذه المتناقضات ؟

  • وفي هذا المحور تقول المستشارة سهام المعمر : لوسائل الإعلام دور كبير في طرح مثل هذه القضايا على أنه واقع مزعج نسعى لتهذيبه لا كعمل إجرامي نجد أنفسنا مجبرين بعدم الاعتراف بوجوده أو التبرؤ منه، فالتناقض طبيعة إنسانية، إذ أن مشاعر الإنسان وتصرفاته تختلف حسب مزاجه وحسب الموقف، والآراء والأفكار تتبدل مع التقدم في الخبرة والتجارب.
  • ويقول الدكتور فهد البسي : لا بد من وجود وسائل تطرح هذه المواضيع المهمة وتجعلها للنقاش ووضع دعايات ووسائل إعلان بالأماكن المفتوحة تهدف للنصح ولتحسين الذات ,و إيجاد برامج تلفزيونيه مثل مسلسلات توعوية تطرح هذه المشكلة وغيرها وتوضح سلبياتها كما أن للخدمة الاجتماعية دور مهم في وضع كتيبات لهذا الموضوع وتنفيذ ورش عمل  تدريبيه ودورات لتحسين الفكر والأخلاقيات ووضع برامج بالمستشفيات والكليات والمعاهد والمدارس وأماكن العمل والحدائق العامة وعمل نشرات
  • ويوضح  المهندس محمد الرنتيسي أن  الإعلام العربي له دور كبير بذلك وللأسف فانا أجد أن  هذا الدور سلبي جدا حيث  يتبع أساليب العولمة السلبية والصاخبة  بعيدا عن الغوص في بحر تربيتنا العربية وأصولها النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف ،، فلا بد من تغيير مسارها أولا لتتمكن من طرح القضايا الهادفة
  • أما الأستاذة بهيرة الحلبي فتقول: يقوم الإعلام بدور هام في تحصين الجماهير من خلال ما يبثه من إرشادات وتوجيهات ومعلومات توعوية تنهض بالمجتمع وترسخ المبادئ السامية وقيم الخير لديه . فالإعلام ومن خلال رسالته يتصدى للكثير من عيوب المجتمع ويفضح ما قد يصيبه من أمراض فتاكة تنهش جسد الأمة الواحدة وتودي به إلى التفكك والتشرذم فإن كان الإعلام قوياً في انتشاره وجاداً في طرح قضايا المجتمع  ويقوم بدوره المناط به من لقاءات دورية  مع المفكرين والحكماء والموجهين التربيون فقد يساعد هذا إلى حل الكثير من  المشاكل الاجتماعية ، ويسهم أيضاً في تعريف  القراء والمشاهدين من كافة الفئات العمرية  بالأسلوب الصحيح للتعامل مع  المظاهر المتناقضة التي تكبل الطموح  نحو البناء والتقدم ٍ.وتبعد عنه صفة الابتذال والاستهلاكية وتجنبه الانحراف عن جادة الصواب
  • ويؤكد المهندس مصطفى السيد  بأمانة شديدة  أن هذا هو الدور الرئيس الدور المهم الدور المؤثر الدور الفعال في إصلاح المجتمع في ما مضى كانت الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق  والآن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة  والمسموعة  هي التي تعد كل الشعوب  فإذا قمنا بإعدادها نكون بذلك أعددنا الأم والأب والأطفال والكبار والشعوب معاً  مثال بسيط من واقع حدث معي  حضرت مع أبنى وليد ( الصف الثالث ثانوي ) وابنتي آية (الصف السادس ) فيلم ( المدرسة في الغابة ) عندما تم عرضه بالنادي الأدبي بالرياض بالتعاون مع السفارة اليابانية  وفى العودة تناقشنا في أحداث الفيلم وكانت جميعها معبرة ومفيدة واستوقفني رأى أبنى الشاب وأثار أنتباهى وإعجابي عندما قال : شفت يا بابا – لما أردوا عرض شخص مخمور ما عرضوه وهو يشرب  ولكن أظهروه وهو يترنح  ويأتي بحركات لا ترضي أحد حتى يرى الجميع مساوئ هذه العادة ولكن إعلامنا الموجه  يأتي بالدرس كاملاًًً من بداية التفكير ثم الشراء ثم دعوة الأصدقاء وشرح لهم المزايا والفوائد وطريقة التعاطي وإظهار السعادة والسرور والبهجة على الشلة ؛؛ هذا هو إعلامنا وكفاية

وعن دور الإعلام في العلاج

  •  أما الإعلامي  عماد العبد الرحمن  يقول اسمحوا لي أن أنحاز قليلا إلى وسائل الإعلام باعتباري احد أفرادها لأقول إن من أول الوسائل المشجعة على القضاء على التناقض في المجتمع منح الإعلام المزيد من الحرية للتعبير بشفافية ووضوح ولكن أكون مبالغا إن قلت إن الإعلام اليوم بما يشهده من اتساع وتعدد وتنوع إما يعد المربي الحقيقي للأجيال ولاسيما الإعلام الجديد الذي أصبح لغة الجيل ومتنفسها ومصدرها سواء في الفكر أو القيم ومن هنا فإننا بحاجة في العالم العربي إلى منح الإعلام الحرية المسئولة ولكن ليس الفوضى الخلاقة كما يدعيها البعض ولعلنا أمام قدوة حسنة في هذا المجال والمتمثلة في الإعلام السعودي الذي يتميز اليوم بالكثير من الحرية الإعلامية ولكن بتعقل ووضوح سواء في الطرح أو النقاش .
  • بينما تقول  الأخصائية  سوزان القرني :يتم ذلك  عن طريق نشر المواد الإعلامية كالمسلسلات  الهادفة  والندوات والمقابلات التي تحاور المختصين والخبراء ذو العلاقة لتبصير المجتمع بأسباب انتشار هذه المشكلة وطرق حلها.وعن الخدمة الاجتماعية ودورها في تحسين السلوكيات لدى أفرد المجتمع وضحت الأستاذة نوال صالح  الشلهوب إن مهنة العمل الاجتماعي والإعلام مهمة مكملة لبعضها البعض و هي تشجيع التغيير الاجتماعي وسلوكياته للأفضل، وحل المشكلات في العلاقات الإنسانية والاستفادة  من نظريات السلوك البشري والنظم الاجتماعية. وتتمثل المهام الرئيسية  في إدارة البرامج التي من شأنها تلبية الاحتياجات  النفسية والاجتماعية، وتقديم المشورة (العلاج النفسي)، و اختيار بعض العاملين الاجتماعيين لتوجيه جهودهم على البحث الأكاديمي نحو الممارسة أو أخلاقيات العمل الاجتماعية التي تسعى إلى مساعدة الأفراد في بناء المهارات الاجتماعية وتقديم المشورة  لغالبية الأفراد وتنفيذ ورش العمل والمحاضرات والندوات والتحقيقات والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *