سعوديات

خطأ طبي يشلّ سعودية.. وعريسها يطلّقها في العناية المركزة

أنثى / وسيلة الحلبي




مأساة حقيقية حصلت لعروس قبل زواجها بشهرين حيث قتل خطأ طبي فرحة ندى المحمدي ذات الـ 23 ربيعاً، قبل أن تُزف إلى عريسها وقد أكملت استعداداتها لحفل زفافها المتبقي له شهران فقط ، ليطلقها وهي في قسم العناية المركزة إثر تدهور حالتها الصحية بعد أشعة مقطعية وعملية جراحية أجريت لها في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، لتخرج فاقدة للحركة والنطق وبلع الطعام، وتصبح بعد سبعة أشهر مكثتها في العناية المركزة ، نزيلة في مستشفى التأهيل الطبي، بل ربما كانت الحالة المرضية الأسرع على مستوى المملكة في مدة إرسال طلب تحويلها لمستشفى متخصص وتلقي الرد عليه بالرفض والذي لم يتجاوز 60 ثانية.

وتستمر معاناة ندى في عدم تشخيص حالتها الصحية وأسباب انتكاستها، في الوقت الذي تنصلت فيه “صحة المدينة” عن ذكر أسباب تدهور حالة المريضة بعد العملية التي أجريت لها، واكتفت بذكر حالتها الصحية بعد تحويلها لمستشفى التأهيل الطبي.وترقد ندى المحمدي في غرفة 206 في مستشفى العناية التأهيلية منذ 16 شوال الماضي بعد أن أدخلت قسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد منذ 15ربيع الثاني لمدة ستة أشهر بعد أشعة مقطعية أجريت لها عقب سبعة أيام من عملية استئصال ورم سرطاني من المعدة. وقال حجي رمضان المحمدي (والد المريضة) إن ابنته شعرت في شهر ربيع الأول المنصرم بآلام في البطن راجعت على أثرها أحد المستشفيات الخاصة الذي شخص حالتها بوجود انسداد في المعدة وأوصى بمراجعتها مستشفى الملك فهد العام، حيث راجعته وطُلب منها إجراء فحوص ومنظار لتشخيص المرض وتبين وجود ورم سرطاني على فم المعدة، تم بعده إجراء عملية لاستئصاله في 7/4/1433، وكانت حالتها الصحية مستقرة بعد العملية، وكانت تمشي وتتحدث ولا تعاني مشكلات، إلاّ أنه عندما تم إجراء أشعة مقطعية لها ثم تكرار إجرائها مرة ثانية، دخلت حينها في حالة غيبوبة تامة قبل خروجها من الأشعة ليتم نقلها إلى قسم العناية المركزة ووضعها تحت أجهزة التنفس الصناعي لمدة 20 يوماً. بعدها بدأت فتح عينيها، لكنها كانت فاقدة للنطق والقدرة على الأكل والحركة، وتم وضع أنبوب في الأنف للتغذية وآخر على الصدر للتخلص من البلغم عن طريقه.وقال المحمدي إنه منذ أن تدهورت حالة ابنته الصحية ودخلت العناية المركزة قبل سبعة أشهر، حتى الآن لم يحصل من الأطباء على تشخيص طبي لحالة ابنته أو سبب تدهورها.

وأضاف “تعبت وأنا أركض خلف الأطباء الذين لم يقدروا ظروفي الصحية، وأنا شخص كبير في السن وعاجز أحضر يومياً من قرية أسكنها تبعد 80 كيلومترا غرب المدينة تاركاً خلفي خمسة من الأبناء في المنزل بمفردهم، حيث إن والدتها مرافقة لها منذ يوم العملية، وأنا من يرعى الأبناء في المنزل. كلما ذهبت إلى طبيب وجهني لآخر ولم أجد إجابة على تساؤلاتي حتى اليوم، مؤكداً أن ابنته غادرت غرفتها لإجراء الأشعة وهي تمشي وتتحدث بشكل طبيعي وخرجت من الأشعة لقسم العناية المركزة في غيبوبة تامة”. وأشار المحمدي إلى أنه تقدم لإمارة المنطقة ولمساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وتمت الموافقة منهما على علاجها في مراكز متخصصة وتحمل تكاليف العلاج إلاّ أن جميع المستشفيات التي تم إرسال التقرير الطبي لها أتى ردها برفض قبول الحالة ومنها مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى الحرس الوطني في جدة، ومدينة الملك عبد العزيز الطبية. ورغم أنها جميعها رفضت تلقي الحالة إلاّ أن مدينة الملك عبد العزيز كانت الأسرع في الرد على الطلب، حيث تم إرسال طلب التحويل في 13شعبان 1433هـ الساعة 12.11 مساء وأتى الرد بالرفض في 12.12 مساء في الساعة نفسها. وطالب والد ندى وزارة الصحة بالتحقيق في حادثة تدهور حالته ابنته بعد الأشعة المقطعية التي أجريت لها مرتين متتاليتين وتكليف لجنة طبية من الوزارة للتحقيق فيها وسبب رفض علاجها من قبل المستشفيات المتقدمة. وأضاف المحمدي بنبرة يملؤها الحزن “كانت ندى ستحتفل بزفافها بعد شهرين من العملية إلاّ أن ما حصل لها تسبب في طلاقها قبل أن تحتفل بالزواج وجعل منها فتاة عاجزة لا تملك من حياتها سوى نظراتها وتحريك رأسها ويدها اليمنى التي تتحدث معنا بها عن طريق الكتابة.

وأشار إلى أنه تحمّل رد مبالغ تكاليف زواجها لطليقها عن طريق تسلفها من معارفه”. إلى ذلك أشار تقرير طبي صادر من مستشفى الملك فهد أنه أجريت الجراحة للمريضة بتاريخ 7/4/1433 وبقيت على المحاليل الوريدية، وفي اليوم الثامن من الجراحة أصبح هناك نقص في عدد الصفائح عن العدد الطبيعي، وتمت إحالة المريضة إلى قسم أمراض الدم الذي اقترح تلقيها (البيبارين- لحث الصفائح الدموية) ومن ثم أصبحت المريضة تعاني من تحديد لحركة العينين مما يستدعي عمل أشعة مقطعية للدماغ والتي أظهرت عدم وجود آفات أو نزيف في الدماغ. ومن ناحية الجراحة كان البطن متمددا قليلاً ولكن الأشعة المقطعية بالصبغة لم تُظهر أي إنسداد أو تجمع سوائل. بعد ذلك أصبحت المريضة تعاني نوبات عامة، وتم نقلها إلى وحدة العناية المركزة الباطنية وتنبيهها، وتوصيلها بجهاز التنفس الصناعي، وتم عمل أشعة مقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي. وقد أظهرت وجود اعتلال دماغي “رينكز” بسبب عجز فيتامين ب1، وكان مقياس الغيبوبة حينها 10/15، وأوصى التقرير بتحويل المريضة إلى مركز متقدم لعلاجها.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *