أنثى / وسيلة الحلبي
ليلى المطوع حرف جسور حينما أقرأ لها أتفاءل لأني أراها من اللاتي يساهمن في نقل ما تكتب النسوة من أدب الأنثى إلى أدب المرأة، المرأة التي خرجت من شرنقة الجسد التي حبسها فيها المجتمع، وصارت تطالب بإنسانيتها وكرامتها بفصاحة وبمنطق لا يشق له غبار. ليلى تشتبك مع القارئ لتخرجه مستنيرا بقناعات جديدة.
ليلى المطوع من اللاتي ساهمن في كسر حاجز الخوف والخصوصية الخليجية، مستعينة برؤية وسطية، وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعية وعملها الروائي، حيث ساهمت في دفع الحركة النسوية الخليجية إلى الأمام، الكاتبة ليلى جرأتها في طرح أفكارها، ولكن هذه الجرأة تتسم بالمنطقية، بعيدا عن خدش الحياء وافتعال آراء صادمة للمجتمع بهدف الشهرة، كما تفعل بعض الكاتبات .
رست مراكب إبداع الروائية البحرينية ليلى المطوع في موانئ الأدب منذ مرحلة مبكرة من عمرها، فهي كاتبة ترسم برذاذ الكلمات لوحات حكاياتها التي تدافع بها عن منظومة القيم الثقافية والفكرية الأصيلة في حياة مجتمعاتنا العربية ، ويتجلى ذلك أكثر من خلال الحبكة في روايتها الأخيرة «قلبي ليس للبيع» المرشحة لنيل جائزة البوكر، والتي تكشف عن كاتبة مفعمة بالإنسانية والألم تجاه معاناة بنات جنسها،حتى ليخيل الينا أنها تكتب بدموع القلب لا بحبر اليراع.ولكي نقترب من شخصية هذه المبدعة أكثر، علينا بقراءة ما قالته عن نفسها : أنا حكاية لم تكتب بعد،عوجاء كضلع، شخصية حديدية، سنديانة لا تميل مع كل ريح.
وعن قصة ولادة روايتها «قلبي ليس للبيع» تقول الروائية ليلى المطوع في إحدى ليالي 2008، رأيت المشهد أمامي، صديقة لي يهينها رجل ربطها الحب به، رغم كل ذلك كانت تعود إليه، استقر مشهد خروجها من المطعم والدموع تبلل وجهها في ذهني لأشهر، كان المشهد يلوح لي قبل النوم، وذات ليلة خرجت مع صديقة لي وأنا في الطريق راودتني الرغبة في الكتابة، بحثت في مركبتها عن قلم وورقة، وشرعت في رسم تفاصيل المشهد على الورق، وطلبت منها إعادتي إلى المنزل فوافقت على مضض، وانهمكت فوق أوراقي لثلاثة أشهر أحيك تفاصيل الرواية واستمدها من الواقع، من فتيات في عمر الزهور لا يعرفن ما الذي يصيبهن، وكيف تتعلق إحداهن برجل، وبعد سنوات تتعلق بآخر وتحبه بنفس الطريقة؟ وكيف تحب الفتاة رجلا لا يحترمها! ما الذي يجبرها على ذلك؟ولكي أعرف الإجابة كان لا بد لي من الانهماك في قراءة كتب علم النفس لأحلل شخصياتي وأدرك بنيتهم النفسية، ولأن لدي شيئا أقوله.. قررت أن تكون الرواية رسالة تناقش موضوع الفراغ العاطفي وتحقيق الذات، ولتكون ــ أيضا ــ همزة وصل بين الشاب وذاته. قصتي (قلبي ليس للبيع) كانت تريد أن تقول للقارئ: تصالح مع ذاتك، فهي من ستحبك وتظل معك مهما فعلت لذلك كان هدفي تعليمها النطق.
وتضيف الروائية ليلى المطوع إن أبطال رواية «قلبي ليس للبيع» هم في الواقع أشخاص حقيقيون يسيرون على أرض الواقع مع تغير بعض الأحداث والتفاصيل.