أنثى / وسيلة الحلبي
أن تنال العالمة السعودية المتميزة الدكتورة حياة سندي المتخصصة في مجال علم الأدوية والمجس الكهرومغناطيسي السمعي الحديث والباحثة المتفردة في هذا المجال، تقدير منظمة اليونسكو العالمية في باريس. وتحصل منها على لقب «سفيرة النوايا الحسنة».. فإن ذلك ليس بمستغرب تقديرا من هذه المنظمة الإنسانية لها على ما أسهمت به في ترقية البحث العلمي وتنظيم شأنه فإن ذلك أمر طبيعي ومتوقع. ولا يشكل مفاجأة كبيرة لاسيما وأن الدكتورة السندي أضافت بأبحاثها الكثير إلى المعرفة الإنسانية وتحديدا في المجالات البحثية الطبية التخصصية الدقيقة
لكن.. أن تتعامل معها منظمة عالمية كبيرة بحجم اليونسكو كامرأة وكسعودية.وكمحجبة فإن ذلك يضيف إلى هذا التقدير أبعادا أخرى تؤكد على أن العالم يحترم العقل أولا ويحفل بالأعمال المتميزة ثانيا، ولا يميز بين المرأة والرجل ثالثا ولا يلقي بالا لكون هذا المبدع أو تلك منتميا إلى ديانة معينة أو مجتمع بحد ذاته رابعا . فقد أكدت العالمة السعودية حياة سندي أن ابن سيناء واينشتين وميركوري منحوها الإلهام في شغفها بالعلم ونيل الشرف في خدمة الإنسانية.
وأشارت في تصريحات لبعض القنوات الفضائية العالمية بعد أن اختارتها اليونسكو سفيرة للنوايا الحسنة أن الوطن العربي بحاجة إلى دعم المبدعين من الجنسين والمخترعين عبر توفير البيئة المناسبة لهم لتقديم اختراعاتهم وابتكاراتهم لخدمة الأمة والإنسانية أسوة بما هو موجود بالغرب وفي كل المجالات مشددة على أن أبناءنا يحتاجون إلى أن نثق بإمكانياتهم.وأضافت: كان عندي منذ الطفولة حلم بأن أعمل شيئا للحياة الإنسانية ،وكان أبي خير من ساعدني عبر توفير الكتب التي تتحدث عن هؤلاء العلماء الكبار وأوصاني بقوله : «يا ابنتي بالعلم يصل الإنسان لما يريد» وفعلا آمنت بذلك وتأكدت منه وعن سفرها لبريطانيا قالت: توجهت لبريطانيا لا لشيء بل لأني أحببت دراسة (علم الأدوية) وهو علم لم يكن موجودا في المملكة، لم أكن أريد دراسة هذا العلم عندنا، لأننا نبدأ بدراسة الطب والصيدلة وهو جزء منها وليس علما مستقلا بذاته، كنت أريد دراسة الدواء وتشخيصه وأعرف خصائصه ومضاره وتفاعله في الجسم وهذا العلم من أصعب العلوم ويتهرب منه الكثيرون.وأشارت إلى أن فكرة سفرها واجهت صعوبة في بداية الأمر لكن أمام إصرارها وعدم سعادتها جعل أهلها يغيرون موقفهم وسمحوا لها بالسفر. وختمت أن انطلاقتها الحقيقية كانت مع أبحاثها في مجال الأمراض الصدرية في علم الأدوية ثم انتقلت للتفكير في الوسائل والآلات التي تسهل من مهمة فهم جسم الإنسان لإيجاد العلاج المناسب لكل حالة.