سعوديات

عضل الفتيات بالسعودية, تحتاج للعودة للدين لحلها !

عضل الفتيات بالسعودية, تحتاج للعودة للدين لحلها !

أنثى / وسيلة الحلبي




شدد المحامي هاشم كوشك على وجوب توضيح أن ثقافة العاضل مغلوطة ، وأن الجيل الذي فرض مثل هذه الثقافات والعادات جيل متسلط تربى على ثقافات فكرية خاطئة وأضاف ان أسباب العضل متعددة ، وهناك من يتمسك بعادات قبلية لا صلة لها بالدين الحنيف، كتكافؤ النسب ، أو الخشية من نظرة المجتمع القبلي للعاضل إذا ما أقدم الولي على تزويج ابنته لشاب من إحدى القبائل التي يكون على خلاف معها.

وأشار الى أن هناك أسباب أخرى مادية ، مثل رغبة العاضل في الاستحواذ على مال الفتاة من أموال إرثية ، أو مكتسبة ، كالأجر الشهري الذي تتقاضاه من عملها.وحول بقاء ذريعة ابن العم ، ذكر كوشك : من خلال بعض القضايا المطروحة قضائياً أو إعلامياً ، فإن عقدة ابن العم لا تزال موجودة ، وإن كانت بنسبة أقل عما كانت عليه في السابق ، وهنا يجب على كل ولي استذكار قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه(. وذكر أن القضايا من هذا النوع قد تقلصت كثيراً، فهي نادرة الآن نوعاً ما، بدليل بروزها إعلامياً.

وعن عدد القضايا التي فصل فيها ، ذكر أنها كثيرة ، ونتائجها تدور ما بين إلزام الولي بتزويج الشاكين ، أو عزله عن ولايتها إن كان غير الأب ، أو قيام القاضي بالولاية باعتبار أنه ولي من لا ولي له ، ويقوم بإبرام العقد مع مَن يراه صالحاً للقيام بالأعباء الزوجية ومسؤوليتها. وأكد  أن العاضل في الغالب يكون الأب ، للجهل بأمور الدين، والبعد عن التعليم.كما أوضح أن كثيراً من الولاة يعتبر شكوى الفتاة ، أو رفع قضية ضد وليها تمردا عليه ، ومحاولة لفضح شؤون الأسرة ، وهذا غير صحيح ، فالمرأة مكون رئيسي للأسرة ، وهي نصف المجتمع ، ولها حقوق كاملة غير منقوصة ، وعليها واجبات ، وهي أيضاً كتلة مشاعر وأحاسيس رقيقة ينبغي العناية بها كزهرة في حديقة. وأضاف أنه أمام ذلك يلجأ الولي ، أو العاضل ، إلى ادعاء عقوق الابنة.مشيرا أنه هنا تأتي فراسة القاضي لكشف حقيقة الادعاء المضاد، وأسبابه ومن ثم إنصاف الشاكية من الظلم الواقع عليها.وحول تأثير الحملات الحقوقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ذكر أنه محدود جدا، لأن الأب العاضل في غالب الأحوال يكون جاهلاً لا يقرأ ولا يكتب ، فكيف ستصل له الرسالة ؟ ثم إن نسبة عالية من قضايا العضل موجودة في القرى والهجر، ولم تُحرك قضائياً، ولم تُبرز إعلامياً، والعدل يجب أن ينصف الناس أينما كانوا.

ولفت  أن تلك الحملات ساهمت في تعريف الفتيات المعضولات بحقوقهن. أما الاختصاصي في العلاج النفسي والسلوكي في مركز مطمئنة للتدريب والاستشارات، الدكتور وليد الزهراني ، فقد قال عن انتشار ظاهرة عضل أولياء الأمور لبناتهم ، مطالباً الجهات المختصة بمحاولة إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة قبل أن تتفاقم أكثر.وأكد أن الأمر لم يعد مجرد حالات فردية بعد وصول العشرات منها إلى العيادات النفسية، وأنه قد ينعكس بشكل سلبي على المجتمع، ويسبب للفتيات الاكتئاب والقهر النفسي وعدم الأمان، ويدفع كثيراً من الفتيات المعضولات إلى الانحراف والانتحار.

مشيرا أن العضل له تأثير مباشر على نفسية المعضولة من حيث شعورها بالظلم والقهر من قِبل الوالد، أو العاضل الذي منعها من الزواج من أجل راتبها، وهو ما يجعلها تعيش في دوامة من الاكتئاب النفسي، وإحباط وشعور بالنقص والفشل والتذمر والتأفف، وينتج عن كل ذلك مشكلات نفسية كبيرة ووخيمة، فضلاً عن الشعور بالقلق وعدم الأمان، والإحساس الدائم بالخوف وعدم الثقة بالأهل، مما يسبب مشكلات عدائية بين الفتاة وأهلها، إضافة إلى التسبب في مسألة العناد وعدم الانصياع للأوامر والخروج عن العادات والتقاليد.

وتكون الفتاة سلبية دائماً, مؤكدا أن العضل قد يتسبب في عقوق الوالدين ، ورفض طاعتهم ، والعدوانية تجاههم ، بل ويصل بالفتاة إلى الهرب من المنزل ، وفي بعض الأحيان مثل هذا العضل قد يجعل الفتاة تسلك مسالك خاطئة ، ويدخلها في عالم الغزل والمكالمات الهاتفية ، وغيرها من المسالك الخاطئة ، لحرمانها من حق من حقوقها. واأشار الدكتور الزهراني: إلى أن كثيراً من الفتيات اللواتي يأتين إلى العيادة بسبب العضل ، قد وصل بهن الأمر إلى التفكير بالانتحار، إضافة إلى بعض الحالات التي وصلت إلى الاكتئاب الشديد، أو انفصام الشخصية.

وأضاف: أنصح العاضل بمخافة الله سبحانه وتعالى، وتطبيق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فلماذا تمنع الفتاة من حقٍ شرّعه لها الله ورسوله. إن للمرأة احتياجات لا تجدها إلا بالزواج، كالحب والمودة والإنجاب، وهذه المشاعر لن تجدها المعضولة عند أبيها، أو أخيها، وإنما عند زوجها. واقترح الزهراني، إيجاد «مراكز» للأحياء السكنية ، يكون فيها اختصاصيون ومشرفون اجتماعيون ونفسيون، يدخلون مثل هذه البيوت، ويرون مشكلات أصحابها، ويعملون على حلها.




اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *