منوعات

سميرة موسى,, مس كوري الشرق!

سميرة موسى – أصرت فأغتيلت

سميرة موسى
سميرة موسى

تلك الأنثى العربية التي حازت على ألقاب عدّه بسبب اهتماماتها المتنوعة, لقبت بإسم ميس كوري الشرق, نسبة للعالمة العظيمة ميس كوري, فقد نشأت الدكتورة “سميرة موسى” في منزل كان يعتبر مجلساً مفتوحاً للقرية, كان والدها ذو مكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته, إلا انه أنتقل مع ابنته إلى القاهرة من اجل تعليمها و هذا ما أعطاها الثقة في مجال التعليم لتغير مدرستها من ثانوية (بنات الأشراف الخاصة) إلى مدرسة أفضل, خلال تفوقها فقد كانت سميرة الأولى في جميع مراحلها التعليمية حتى حازت على شهادة التوجيهية ولم تكن تلك الشهادة مألوفة بين بنات في ذلك الوقت, فكانت الحكومة تصرف أعانة مالية للمدرسة التي يكون لديها طالبة متفوقة بالمرتبة الأولى و هذا ما جعل مدرستها تشتري معمل خاص لتتمسك بسميرة موسى ! و خصوصاً عندما سمعت بأن سميرة ستنتقل لمدرسة حكومية يتوفر بها معمل, و بعد تخرجها من الثانوية التحقت إلى جامعة القاهرة ولكنها لم تختار كليه الأدب التي كانت أمنية كل فتاة آنذاك, بل التحقت بكلية العلوم رغم أن مجموعها العالي كان يؤهلها إلى كلية الهندسة كذالك, هذا ما جعل أستاذها الدكتور “مصطفى المشرفة” يتلفت و يهتم لسميرة فتأثرت به تأثراً شديداً حيثُ كان قدوتها حتى في النواحي الاجتماعية و الخاصة, هكذا حتى تخرجت بدرجة بكالوريوس وكانت الأولى على دفعتها فعينت مُعيدة في الجامعة بدافع الدكتور مصطفى عنها في ظل احتياجات الجامعة للأساتذة الانجليز فكانت ( أول أنثى معيدة في الجامعة )




سميرة موسى
سميرة موسى

ولم يقف طموح سميرة إلى هذا الحد فأكملت دراستها وحصلت على شهادة الماجستير في التواصل الحراري للغازات بعد أن سافرت بعثة إلى بريطانيا لدراسة الإشعاع النووي وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة, بعد إنتهاء دراستها من بريطانيا إنتقلت لتكملة دراستها في أمريكا, رغم الغربة التي عايشتها سميرة للدراسة إلا أنها لم تتغير على وطنها ودينها بل كانت متمسكة بالعادات و التقاليد فقد أرسلت لوالدها رسالة عندما كانت بأمريكا تقول بها : (ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدءون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلي هنا لا يحملون شيئاً علي الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلي بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده لأنه غريب) .

درست سميرة المجال النووي الذي جعل منها أول عالمة ذره مصرية, فكانت شهرتها عبر اختراعها للذرة فزادت شعبية سميرة موسى في العالم فمكنها من الدخول بعدة مجالات والتوسع من خلال اختراعها ففي المجال الطبي كانت تتمنى سميرة بأن تكون الذرة علاج للمرضى قائلة«أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين »  فالتحقت بعدة جمعيات تابعه لوزارة الصحة, و حتى في الأوساط الاجتماعية و الإنسانية تعمل على مشاريع للفقراء ويشرف عليها الدكتور مصطفى, أما في المجال السياسي فكانت تتطلع إلى أن تكون مصر والموطن العربي ذو مكانه في علم الذرة لتحقيق السلام لأنها رأت بأن الدولة التي تتحدث عن الإسلام وتطالب به يجب أن تكون قوية ومسلحة فهي عاشت فتره حروب وشهدت القنبلة الذرية التي سقطت على الهيروشيما و نجازاكي, غير أن اهتمام إسرائيل المبكر بامتلاك سلاح دمار شامل و التفرّد به جعل سميرة تكثف البعثات لدراسة علم الذرة والتسلح به, كما نظّمت مؤتمر الذرة لأجل السلام الذي حضره عدد كبير من علماء العالم , فأصرّت في البحث و توصلت إلى معادلة في علم الذرة لم تلقى قبولا عند الغرب, فقد توصلت من خلال أبحاثها التي دامت 3 سنوات إلى تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس لصناعة قنبلة ذرية بحيث تكون في متناول الجميع فدعت أمريكا الدكتورة سميرة للقيام بفرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس فاستجابت الدعوة وذهبت إلى أمريكا وتلقت عروض للبقاء في أمريكا لكنها رفضت و أصرت العودة إلى مصر, وقبل عودتها بأيام تلقت من المعمل النووي في ضواحي كاليفورنيا دعوة لزيارة المعمل فاستجابت الدعوة, وفي الطريق إلى كاليفورنيا ظهرت فجأة سيارة نقل لتصدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق إلا أن سائق السيارة الذي كان زميلها الهندي في الجامعة لتحضير الدكتورة قفز من سيارة فجاء واختفى إلى الأبد !!

تناولت الصحف والمجالات خبر وفاتها والشك في مصرعها وكانت التهم جميعها تُشير إلى الاستخبارات الإسرائيلية التي اغتالتها بسبب محاولتها لنقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي, فكانت تقول في أخر رسائلها لوالدها : «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة» وقيل بأنها قصدت بـ(حاجات كثيرة) هو اختراعها لجهاز يفتت المعادن الرخيصة وتكون القنبلة رخيصة التكلفة , و أيضاً في آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام» دلالة على أنها كانت تنوي أنشاء معمل خاص لها بمحافظة الجيزة, فضلت سيرة الدكتورة سميرة موسى خالدة وقدوة بالإصرار والانتماء إلى الوطن العربي.

لم تكن الأولى ولا الأخيرة التي طالتها يد الغدر الصهيونية, لكن هل نلوم الصهيونيين, أم نلوم أنفسنا وتفريطنا بجواهرنا, أنثى إلى صفحات التاريخ.

كُتب بواسطة:ساره التركي.




اظهر المزيد

1 thought on “سميرة موسى,, مس كوري الشرق!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *